ما مِن ْ أحدٍ يمكِن أنْ يُضاهي: «محمداً باقر الصدر» إنْ لم يكُن قَد بزّهُ في مواطنَ كثيرةٍ مثلَ: «محمد حسين فضل الله» غيرَ أنّ هذا الأخيرَ ليسَ له تلاميذٌ يقومون به!. تلكَ عبارةٌ تَمّت استعارتُها فيما قَد قيلَ قبلاً في شأنِ الإمامِ: «الليث بن سعد» فقيهِ مصرَ الذي هو أفقهُ من الإمام: «مالك بنِ أنسٍ»؛ إذ كان الإمام الشافعي يقول: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ إِلاَّ أَنَّ أَصْحَابَه لَمْ يَقُوْمُوا بِهِ». وقولةُ الشافعيُّ المسدّدةُ هذهِ مِنْ شأنها أن تستوعِبَ خبرَ السياسيّ -خلافةً- إذْ تبنّت فقهَ مالكٍ وبقيّةِ الأربعةِ حيثُ كانَ للخليفة/ السلطةِ أثرها في أمرِ شيوعِها وعدم اندثارِها. ولنعُدْ ثانيةً إلى العلامةِ محمد حسين فضل الله في سياقٍ من سؤالٍ لم أظفرْ بعدُ له عن إجابةٍ وأجْمِلُهُ على هذا النحو: هلْ الموتُ وحدَه هو الذي غيّبهُ؟! ذلكَ أنّهُ ما إنْ ووريَ جثمانَهُ في قبرِهِ وانفضّ مشيعوه حتى ألفيناهُ نسْياً منْسيّاً وكأنّهُ لم يكنْ ذلك: «المرجعُ» الذي ملأ الدنيا وشغلَ الناسَ بوصفه: «مجدّداً»! ويتضخّمُ استفهامُنا تعجّباً إذا ما عرفنا يقيناً بأنّ: «الموتَ» قد جاء على مراجعَ كُثر، وهم بالضرورةِ أقلّ منه في: «مشروعاتِه التجديدية ومراجعاته التي تأتي في خير الأمة الإسلامية» وعلى الرغمِ من كونهم دونه بكثيرٍ إلا أنّهم ما زالوا بعد أحياء!. وبسببٍ من هذا: «الغيابِ السريعِ» الذي -بالبداهةِ- لا يمكنُ أنْ يكونَ: (الموتُ وحدهُ) كما ألمحتُ قبلا هو منْ يسألْ عنه!، إذ لاريبَ في أنّ ثمّة أشياءَ أُخرى تتضافرُ مجتمعةً قد بُذل في سبيلِها الغالي والنفيس ابتغاءَ أنْ ينطَمِرَ على إثْرِها: «ذكرُهُ» وما انتهى عليه مِنْ فقهٍ ورؤىً لو قُدّرَ لها أن تمتَدّ -عبرَ تلامذتِه ومقلديِهِ- تواصلاً معرفيّا وحواراً راشداً لشهد: «المسلمون» بعامةٍ كثيراً من التغييرِ الإيجابي الذي من شأنهِ أنْ يخفّف كثيراً من غلواء التّطرفِ وينزعَ فتيلَ جملةِ كبيرةٍ من قنابلَ مَوقوتةٍ بحسٍ: «طائفيٍّ غاشمٍ» لا يرقبُ في المسلمين إلاًّ ولا ذِمّةٍ! أعيدوا -يا تلامذةَ- السيد محمد حسين فضل الله بعثَ فكرِه من جديدِ واستصحبوا «منهجيّته» الخلاّقةَ التي دفع عمره ثمناً لها!، وذلك لمّا أن سعى جهدهُ كلّهُ في أنْ يستردَ التشييع -التصحيحي- من براثن: «الصفويّة» وكان له في فهم ولاية الفقيه قدَمَ صدقٍ.