استيقظ أعرابي ذات صباح باكراً على غير العادة، فلم يجد زوجته بالغرفة، فنهض من فراشه كالمجنون، تحسباً من خرقها القانون، وبات يهرول في غرف المنزل كالمسعور، غير عابئ بالوقت أهو فطور أو سحور، فالتقط «موبايله» واتصل على حكيم يسكن بجواره، وحدثه بحال المعتكف وبصوت مرتجف، أيها الحكيم إليك أتيت ولحكمتك اشتكيت، ولرأيك السديد أرفع همي فأعني فداك أبي وأمي. قال الحكيم ما بالك أيها الغلام، تئن وكأنك ابن الخمسة أعوام، هات ما عندك وإلا دعني أنام، فارتعش الأعرابي وبدأ يستجمع قواه ويعيد ترتيب بلواه، وقال أيها الحكيم أيرضيك أن تخالف امرأة أوامر بعلها، فتخرج من الغرفة من دون أن تلبس نعلها؟ فقال الحكيم ويحك يا فتى افصح فإنك تضيع وقتي، فقال حسناً إليك مصيبتي، امرأتي تذهب من غرفة الطعام إلى الصالة من دون حجاب، فارتجف الحكيم حتى كاد أن يصاب بجلطة، وبدأ يصرخ بحالة هستيرية، يا للهول يا للهول أي فحش هذا، وهل سمحت لها؟ رد عليه الأعرابي، حاشا وكلا، بل ناصحتها من دون فائدة، فرد الحكيم، طلقها وتوكّل، صعق الأعرابي من قول الحكيم، وقال، والله لا أطلقها حتى تأتيني بآية، فقال الحكيم ويحك، اليوم صالة وغداً مطبخ وبعده إلى الشارع، فطلقها الأعرابي، ويقال إنه ما زال حتى الآن يبحث عن زوجة من دون أمل وأنه خسر تجارته وجهل، والحكيم تزوج «تلك» المرأة، وأغلق «موبايله» لتمتعه بشهر العسل!