بيئة العمل الطبي حيث العمل المشترك بين الزملاء والزميلات العاملين على مدار الساعة عبر مناوبات متأخرة ليلا تصنف كواحدة من أكثر البيئات التي تتعرض فيها المرأة للتحرش والاغتصاب، ولتفادي وقوع مثل تلك الحوادث فقد حرص بعض الدول على تزويد مستشفياتها بكاميرات مراقبة في جميع مرافقها، بما في ذلك غرف العمليات، وقبل سنوات تداول الناس مقطعا على اليوتيوب لطبيب اغتصب مريضة في غرفة العمليات وهي تحت التخدير، وقد نشر القدر الذي يكشف بداية الجريمة ! وما يحدث في مستشفيات العالم كله يحدث في مستشفياتنا ولاشك، وأول من كشف عن هذه الممارسات عندنا هو د. غازي القصيبي يرحمه الله من خلال تجربته حينما كان وزيراً للصحة، ورغم أنه تحدث عن هذه القضايا عرضا بغرض الاستشهاد وليس بدافع التعمق في تفاصيلها، إلا أنه سلط الضوء على بعض ما يجري في كواليس بيئة العمل الطبي، حيث ذكر في كتابه الماتع : «حياة في الإدارة» أحسب أن في سؤال القصيبي العالق وتراخي الإجابة عنه كل تلك السنين الطويلة لسبب رئيس لتحرش طبيب المدينة. القضية جد خطيرة وحلها أو الحد منها ليس بمقالة عابرة، لكن بتقنين يردع الجاني ويحمي الضحية ولا شيء غير ذلك ! أن في مستشفياتنا اغتصابا، وتحرشا، وغزلا، من كلا الجنسين، والغريب أن الوزير القصيبي نفسه تعرض لذلك في إحدى زياراته التفقدية أحد المستشفيات، حيث يذكر أنه تلقى ورقة من إحدى الممرضات، حسبها معروضا فلما قرأها وجدها رسالة غزل ممهورة برقم هاتفها، وقد حدث له ذلك مرتين أو ثلاثا! لقد تداعت إلى ذهني مرويات القصيبي وأنا أقرأ بالأمس خبر الطبيب الوافد الذي أنهى عقده لتحرشه بممرضتين سعوديتين ومريضة سعودية في أحد مستشفيات المدينةالمنورة، وفقاً لما نشرته «عكاظ» وغيرها، وقد تبين بعد التحقيق أن له عدة محاولات تحرش بأكثر من ممرضة ومريضة، وهو ما يكشف حساسية الوضع الحرج الذي تتعرض له بعض العاملات في مستشفياتنا، وفي مثل هذه الواقعة يقول غازي : «الطبيب الذي تحرش بممرضة وتبين في التحقيق أن في ملفه سبع مخالفات مماثلة هل كان بوسعي أن أبقيه ليتمتع بمزيد من التحرش؟!» وأحسب أن في سؤال القصيبي العالق وتراخي الإجابة عنه كل تلك السنين الطويلة لسبب رئيس لتحرش طبيب المدينة. القضية جد خطيرة وحلها أو الحد منها ليس بمقالة عابرة، لكن بتقنين يردع الجاني ويحمي الضحية ولا شيء غير ذلك ! Twitter:@almol7em