فجر حادث التحرش الذى تعرضت له ممرضات بمستشفى الملك خالد من قبل مراجعين علامات استفهام متتالية فى الوقت الذى شهد عدد من المستشفيات بالمنطقة الشرقية حوادث اخرى مماثلة .. الممرضات يؤدين عملا إنسانيا ولا تزال العديد من الجهات الأمنية تجرى تحقيقاتها فى العديد من وقائع التحرش الأمر الذى أبدى فيه البعض تخوفه من ان يتحول الأمر الى ظاهرة تحول بيئة الممرضات داخل المستشفيات الى مكان غير آمن ويستدعى فرض العديد من الضوابط الحاسمة لتحجيم الظاهرة التى تواجه «ملائكة الرحمة» اللائي يؤدين عملا انسانيا، فى الوقت الذى أصدر بعض القانونيين دراسة مشروع لنظام التحرش الجنسي ومن المتوقع ان يرى النور قريبا. الجهات الامنية في حفر الباطن تجري تحقيقا مكثفا حول حادثة التحرش بالممرضات من قبل المراجعين مؤخرا في مستشفى الملك خالد, حيث تعود تفاصيل الحادثة الى أنه أثناء قيام الممرضة بعملها فى خدمة المرضى تعرضت الى تحرش ولجأت الممرضة الى الجهات الامنية فى الوقت الذى لم تتخذ ادارة المستشفى اجراء حتى الآن يمنع تكرار الحادث. «اليوم» التقت بالعديد من الممرضات اللائي تحدثن عن تفاصيل مثيرة فى وقائع تحرش تعرضن لها كما تنقل وجهات نظر مسؤولين وقانونيين حول الظاهرة المخيفة. في البداية قالت ممرضة آسيوية تعمل في احد المستشفيات الحكومية في حفر الباطن إن اسوأ ما تتعرض له فى عملها بالدوام الليلي، حيث يكون الوقت متأخرا وبعض المرضى من الرجال يتعمدون التحرش بنا مشيرة الى تعرضها لواقعة تحرش من مراجع ولم ينقذها الا استغاثتها وتهديدها له بابلاغ الشرطة. وتطالب بأن يكون دوام الليل مقصورا على الممرضين الرجال باستثناء قسم الولادة وتعتبر الشكوى من التحرش عاملا مشتركا بين جميع الممرضات.
اتفقت العديد من الممرضات على أن التحرش عامل مشترك يتعرضن له وأن المراجعين على رأس المتهمين يليهم الأطباء الذين يلجأون لأساليب عديدة فى التحرش من بينها ممارسة ضغوط في العمل وتوضح «ط-ك» ممرضة اسلوب الاطباء في التحرش بالممرضات حيث يقوم الطبيب باستخدام كلمات إباحية او شبه اباحية اثناء الحديث مع الممرضة، فإن تقبلتها تطور الامر الى التحرش بها، وان اعترضت يبدأ فى ممارسة بعض الضغوط عليها فى العمل. الممرضة عائشة (27 عاماً) تقول انها وأثناء أدائها لواجبها الانساني فوجئت بزائر وخلال زيارته لمريض بالمستشفى يتلفظ بألفاظ خارجة عن الآداب، وعلى الفور لجأت الى مسؤولي الأمن في المستشفى.وتضيف الممرضة نجاة (25 عاماً) انها أثناء تأدية عملها تواجه الكثير من مشاكل التحرش وتطرقت الى قيام أحد المرضى وخلال وضع المغذي في يده بدأ يتحدث لها عن ثرائه وامتلاكه عقارات حتى اعتقدت انه يعتزم طلب يدها واذا به يقول لها ان لديه شقة فارغة يستخدمها للتسلية فقط، هنا أدركت سوء نيته كما تقول فتجاهلته ثم اتفقت مع زميلتها على ان تعفيها من تقديم واجبها نحو هذا المريض. وكان مدير الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية الدكتور طارق السالم قد أكد فى تصريحات ل «اليوم» مؤخرا ضمن مواجهة القراء انه تم اتخاذ اجراءات عقابية مع موظفين تحرشوا بممرضات فى الوقت الذى نفت فيه مديرة ادارة التمريض بالشرقية شريفة الزيد تلقي ادارتها اية شكاوى حول تعرض ممرضات للتحرش.
الشورى يدرس تغيير نظام العمل الليلي للممرضات طالب عدد من أعضاء مجلس الشورى بضرورة تغيير نظام العمل الليلي للطبيبات والممرضات بالقطاعين الحكومي والخاص وذلك ل»درء المفاسد المترتبة عليه»، معتبرين أن قضية التحرش بالمرأة قضية أخلاقية لا بد لها من عقوبات صارمة، وذلك على خلفية شكوى تقدمت بها طبيبات وممرضات سعوديات بسبب تعرضهن للتحرش ولم يستبعد أعضاء الشورى أن يناقش المجلس هذه القضية في وقت قريب نظرا لتعدد الشكاوى من الممرضات والطبيبات السعوديات من الدوام المسائي. وقال د. راشد الكثيري رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب بالمجلس «إن قضية تغيير دوام الممرضات كأي قضية مجتمعية يحرص المجلس على مناقشتها»، مؤكدا أن القضايا التي تحدث ضررا على المواطن تهم المجلس وستتم مناقشتها خلال الفترة المقبلة أو خلال العام المقبل، وفي المقابل، خالفه الرأي د. سعود الشمري رئيس لجنة التنمية والموارد البشرية والعرائض بالمجلس وقال «إن مثل هذه الأمور تحدث بالنهار والليل ولا تعود لوقت معين، وأن بعض الأعمال والمهن لها خصوصية .وأضاف «الشمري انه في حالة وجود أمر كهذا فيعود لقلة الرقابة أو قلة الالتزام لذلك يجب على المستشفى أن يوفر مع الطبيبة ممرضة أومرافقة فالمسألة تنظيمية وليست داخلة في تغيير برنامج عمل مستقر مهنيا، وهو الجهاز الصحي ونظامه ودوامه أقرّ على مصلحة المريض أو الطبيب أو مصلحة المستشفى أيضا وأكد أنه لا توجد دراسة تحدد حجم ظاهرة التحرش الجنسي على الممرضات أو الطبيبات .
250 حالة تحرش والعقوبة الجلد أو السجن أكد الناطق الاعلامي بشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي انه ترد الى الشرطة بلاغات تحرش تتعرض له الممرضات مشيرا الى أن مثل هذه القضايا عادة ما تكون عقوبتها تعزيرية وإذا ظهرت دلائل على وقائع هذه الجريمة بطريقة أو بأخرى بإبلاغ الهيئة أو الشرطة يتم التحقيق فيها وإذا أثبت التحقيق يحال للمحكمة الشرعية وبالتالي تحكم بعقوبة تتراوح بين الجلد والسجن. وقال المتحدث الرسمي بالشؤون الصحية بحفر الباطن فيصل الشمري ان الممرضة معرضة الى التحرش وقد يظهر التحرش الجنسي على حسب نوعية التحرش فقد يكون بالملامسة وقد يتطور الى اغتصاب وأكد الشمري ان مثل هذه الحالات ترد الينا كثيرا بسبب عدم التوعية مشيرا الى أهمية تطبيق عقوبات رادعة بعد التأكد من الواقعة واذا كان الأمر مقننا بالنظام سوف يحد ذلك من الظاهرة في المستقبل وقد لا نسمع عن مثل هذه الحوادث واوضح الشمري انه وصلت الينا اكثر من 250 حالة خلال سنة . أما ابرز قضايا التحرش الأخيرة فقد شهدت وقائعها مستشفى صفوى حيث قام مسؤول من جنسية عربية يعمل في الشركة المتعهدة بأعمال الصيانة بالمستشفى بالتحرش بخمس عاملات يعملن تحت مظلة الشركة نفسها, حيث رصدت عليه تحرشات متنوعة عدة مرات كما دخل عليهن عدة مرات إلى مقر سكنهن وتهديدهن وفي خطوة جريئة رفعت ضحايا التحرش شكوى إلى (صحة الشرقية) ضد مدير المستشفى معللات السبب بأنه لم يحرك ساكناً في القضية .
مديرة التمريض: ليس على المرضى حرج إذا «تجاوزوا» -بعد محاولات عديدة وجهود مضنية قمنا بها خلال ايام للحصول على رد حول ما تتعرض له الممرضات من التحرّش وحرصاً منا على الوصول لرأى المسئولين فى هذه الظاهرة .. جاء رد مديرة ادارة التمريض بالشرقية شريفة الزيد غريباً وربما لا يحمل تفسيراً لهذه الظاهرة حيث قالت ان التحرّش بحد ذاته ليس بظاهرة منتشرة تستدعي اجراء البحوث والدراسات لاستخراج الاحصائيات واعداد الحالات، حيث لم يردنا في ادارة التمريض أي شكوى رسمية من هذا القبيل، وعادت مديرة ادارة التمريض ولم تستبعد وقائع التحرش بالممرضات على الاطلاق حيث قالت: ربما يحدث ذلك من جانب المرضى وهنا ليس على «المريض حرج». وأضافت الزيد بقولها: ما تتعرض له الممرضات هو تعدٍّ بالكلمات والالفاظ وليس تحرشاً بالمفهوم المتعارف عليه وفي حالة التجاوز يتقدّم احد الطرفين بشكوى رسمية للجهة المختصة ثم تحال الشكوى الى المتابعة والتحقيق للبت فيها. وجاء تصريح مصدر مسئول رفض ذكر اسمه في مستشفى الملك خالد بحفر الباطن ليكشف التناقض فى اقوال مديرة التمريض حيث قال ان التحرش الذي تتعرّض له الممرضات بداخل المستشفى يصل لأكثر من 3 حالات في اليوم الواحد.. وأشار المصدر الى ان كثيرا من الاطباء والممرضين يتحرشون بالممرضات.
قانونيون أعدوا دراسة مشروع لمكافحة التحرش الجنسي أكدت المستشارة القانونية حنان حمزة ضرورة تقنين ظاهرة التحرش الجنسي بنظام ينص على إيقاع العقوبة الرادعة مشيرة الى أن المملكة حديثاً أبدت محاولات بهذا الصدد فقد أصدر بعض القانونيين دراسة مشروع لنظام التحرش الجنسي ومن المتوقع أن يرى النور قريبا، وأضافت حمزة أن القانونيين حددوا في الدراسة تعريف التحرش قانوناً على أنه «كل قول أو فعل أو إشارة أو اتخاذ موقف لا تدع ظروف الحال شكاً في دلالته على الرغبة في الإيقاع الجنسي بالطرف الآخر تحرشاً جنسياً معاقبا عليه بموجب هذا النظام ومن ذلك خدش حياء الأذن والعين», وأشارت الى أن النظام يعاقب من ارتكب فعلاً من أفعال التحرش بالحبس لمدة لا تقل عن 6 شهور ولا تزيد على سنة وغرامة لا تقل عن 20 ألف ريال ولا تتجاوز اكثر من 50 ألف ريال أو بإحدى العقوبتين معاً، كما ينص النظام على تغليظ عقوبة التحرش الجنسي في مجال العمل بالحبس لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن 50 ألف ريال وتضاعف العقوبة في حالة العودة, فيما يعاقب رئيس المؤسسة أو مديرها أو صاحب العمل بغرامة لا تقل عن 50 ألف ريال ولا تتجاوز 100 ألف ريال إذا أخل بالتزاماته الخاصة بمكافحة التحرش.. وأشارت إلى أن جريمة التحرش الجنسي تطبق عليها حالياً أحكام الشريعة الإسلامية فعقوبتها تعزيرية حيث يرجع تقديرها إلى اجتهاد القاضي حسب ظروف وأحوال كل قضية على حدة.