للمفكر الكويتي الراحل أحمد البغدادي مقالات رائعة وساخرة، يقول (البغدادي) – رحمه الله – أي المحطات نشاهد حين نتابع حدثا هاما؟ الإجابة: سي إن إن. أين نذهب لضمان العلاج الطبي؟ الإجابة: لندن أو أمريكا. أين نحصل على المعلومات في شتى الموضوعات؟ الإجابة: المراجع الغربية. إذا خيرنا بين دواء صنع في العالم العربي ودواء صنع في الغرب ماذا سنختار؟ الإجابة: الدواء الغربي. أين يهرب المتطرفون لطلب اللجوء السياسي إذا ضاقت بهم ديارهم؟ الإجابة: يذهبون إلى دول الغرب «الكافر». في مقال آخر يقول (البغدادي): الغربيون «العلمانيون الكفرة والعياذ بالله» أهل نخوة وكرم وبأس وشجاعة في الحروب لا يقبلون الظلم ويساعدون المظلوم على الظالم. ثم يعدد أمثلة على كلامه: الغربيون أنجدوا البوسنة والهرسك (المسلمين) من جرائم الصرب، وأرسلوا أبناءهم في قوات التحالف لتحرير الكويت، ثم ذهبت الولاياتالمتحدة لتقضي على نظام (طالبان) في أفغانستان ثم نظام صدام حسين في العراق. ثم ينتقل (البغدادي) لإبراز التسامح في الغرب: في الولاياتالمتحدة أكثر من ألف مسجد، وفي أوروبا تنتشر مئات المساجد. وحين يتساءل (البغدادي) عن المقابل الذي جناه الغرب من إنسانيته وتسامحه يجيب: إنكار الجميل والجحود والإرهاب. ل (البغدادي) مقالات عميقة وطريفة أنصح القارئ بالبحث عنها وقراءتها: «فضل اليونان على بني الإنسان»، «لماذا نثق بالغرب»، «فضل العلمانيين على أهل الإسلام»، «فضل الميثاق العالمي لحقوق الإنسان على المسلمين» وأخيرا ليس آخرا مقال «الغرب المحترم» الذي طالب فيه الغرب بعدم استقبال المتطرفين الذين يشتمون الغرب ويعادونه للعلاج أو التعلم أو الاصطياف!. تذكرت (البغدادي) وأنا أشاهد خطبة عصماء لمسؤول عربي يهاجم الغرب والتغريب، علما بأنه بدءا بملابسه الداخلية وليس انتهاء ب «المايكروفون» الذي يخطب من خلاله يرفل في منتجات الحضارة الغربية!.