الأسبوع الماضي كنت في ( القَصِيم )؛ وزارني مجموعة من الزملاء؛ بعضهم كانت تلك زيارته الأولى للمنطقة؛ يومها حاولت أن أتقمص دور المرشد السياحي، وأطوف بهم على بعض مَعَالِم منطقتي ! تبادر إلى ذهني أن تكون بداية الجَولة ( قرية الخَبْراء التراثية القديمة )؛ وهي التي أعيد ترميمها قبل سنتين لتكون مَعْلماً سياحياً للمنطقة، وكانت تكلفة المشروع حسب وسائل الإعلام أكثر من ( 50 مليون ريال) - فضلاً رَكّزوا على الرقم -! توقعت أن نجد الاستقبال من موظفي الهيئة الوطنية للسياحة، تخيلت العروض المرئية التي تسلط الضوء على تاريخ القرية، كنت أطمع بجولة منظمة بعربات خاصة! وصلنا ... هذه البوابة الرئيسة للقرية؛ حَضَرَت الصَّدْمَة ... ليس هناك ما يَدلّ على الحياة، القرية مغلقة، خاوية على عروشها! عفواً هذا الحَارس من الجنسية الباكستانية، فَتَح الباب، دخلنا القرية، بدأ (الحارس) المجتهد يشرح لنا تاريخنا: ( هذه فِيْه خَبْرا قديمة، نَفَر سَكَن هِنَا قَبُل سنة كثير، هذا بِيْت شِيْخ كَبير، الله كريم، الله فيه، نَفَر هِنَا سَكَن مدينة جديد)!! خرجنا نُردّد (الله فِيْه)، أين الاستقبال؟ أين الاهتمام ؟ وفي ظلّ ذلك الإهمال؛ لماذا أنفقت الملايين على ترميم تلك القرية؟! يا جماعة في وطننا الكثير من الآثار التاريخية والأماكن السياحية التي تتميز بثرائها وتنوعها، وقبل ذلك يتصف وطننا بالأمَان؛ ولكن هل نحن جادون فِعلاً في تشجيع السياحة الداخلية ودعمها؟! الواقع يجيب بالنفي؛ فما نراه أو نسمعه مجرد شعارات إعلامية؛ فأين التشجيع والفنادق والشقق في المدن السياحية في العموم سيئة، ومع ذلك فإيجاراتها نار، وترفع حسب مِزاج أصحابها دون حسيب أو رقيب؟! أين الاهتمام ورحلات الطيران مغلقة، واستراحات الطرق البرية في حَالٍ يُرثى لها؟! أين الدعم والمتاحف والمَعالم السياحية مغلقة في مواسم الإجازات ؟! ويبقى ( السياحة ) في بعض الدول هي المصدر الأول للدخل؛ أما عندنا ف ( الله فِيه )!