** أصبح الكثيرون يتضايقون من كثافة رسائل الجوال " الدعائية " التي تأتيهم من مصادر مختلفة وفي شتى المجالات ، ومنها رسائل للاشتراك بمبالغ مرتفعة في خدمة الحصول على معلومات دينية ورياضية وطبية وللنكت ولتفسير الأحلام. ورغم ذلك لم تتحرك هيئة الاتصالات لوقف هذه المتاجرة بقواعد بيانات المتعاملين مع شركات الاتصالات وتسريبها أو بيعها لمن هب ودب ليقوم بإزعاج الآخرين . وأصبحت رسائل الجوال طريقا للثراء الفاحش لبعض المؤسسات التي تعد الناس بجوائز ضخمة مقابل إرسال الرسائل وتحصل في النهاية تلك المؤسسات على مبالغ تتجاوز عشرات أضعاف قيمة الجائزة ، وإذا كان ذلك ليس " قمارا " فلا أدري ماهو القمار . ورغم ارتفاع قيمة الرسائل والاستغلال الواضح الطاغي على هذا المجال فقد دخله بعض المشائخ، وقد وصلتني رسالة تقول ( شاهد مقاطع مؤثرة وفيديوهات مميزة للشيخ ...) وهو شيخ معروف ولم أذكر اسمه ولا أريد انتقاده لأنني لا أعتقد أنه يرضى أن يتم استغلال اسمه من شركات تبيع على الناس اللحظات " المؤثرة " التي بكى فيها وكأنه أحد نجوم السينما، ولعل المشائخ الذين تستغل اسماؤهم دون علمهم يكونون أول المبادرين لمحاربة هذه الظاهرة ، أما بعض الدعاة " خمس " نجوم الذين لم يتركوا مجالا لتحقيق الثروة إلا واستغلوه ، فلو دعاهم أحد إلى الابتعاد عن الترويج لهذه الرسائل التي ترهق جيوب الفقراء والتقرب إلى الله بالتحذير منها، لكان ردهم بأنهم يفعلون ذلك لنشر الدعوة ، ووصفوا من ينتقد هذا الاستغلال بأنه " تغريبي" ضد الدعوة ، وبخاصة ان الحديث عن التغريب هذه الأيام هو الموضة.