عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية علامات التعجب والاستفهام حول المصير المجهول المحفوف بالمخاطر تحاصر السجينات السعوديات اللاتي انتهت فترة عقوبتهن في السجن.. المستقبل بالنسبة إليهن غامض ومجهول وضبابي.. عقبات اجتماعية في انتظارهن يأتي على رأسها رفض الأهالي انخراطهن في الإطار الأسري.. وإن قبل البعض على مضض من قبل العادات والتقاليد ليس إلا.. وقد يرفض بعض الأهالي تسلمهن بحكم ولاية الأمر.. وغيرهم يعد بالحضور لتسلمهن ولا يأتي وتبقى السجينة قابعة خلف جدران سجنها لسنوات جديدة هي عقاب الأهل والمجتمع.. وكأن عقوبتها القضائية والقانونية لا تكفيهم.. أو يتم استقبالها من قبل دور الرعاية الاجتماعية. هناك خوف وتوجس دائم لدى السجينة من المجهول القادم، ما الذي ينتظرها خارج الأسوار العالية؟.. وكيف سيعاملها المجتمع؟.. وهل ستجد استعدادا لاحتوائها لتشعر وكأنها كغيرها من الفتيات اللاتي لم يمررن بهذه التجربة المريرة..؟ أم أنه سيدير لها ظهره لتعود من جديد للجريمة ومن حيث بدأت؟ وللعلم بالشيء.. فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها الباحثة الاجتماعية بدرية العتيبي أن 36 في المائة من السجينات السعوديات يعدن إلى الجريمة بعد الإفراج عنهن لافتقارهن إلى التقبل الأسري ونبذ المجتمع لهن ورفض سوق العمل لهن والسؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا لا توجد برامج تدريبية تأهيلية داخل السجون لتشغيل السجينات بعد الإفراج عنهن؟.. الفتاة السجينة يجب أن تكون مجهزة ببرامج تأهيل ودورات تستطيع أن تكتسب منها مهارات وخبرات عملية تؤهلها للعمل في وظائف تساعدها على تجاوز تلك المرحلة الزمنية المريرة الخاطئة التي مرت بها لتواجه المجتمع بدل أن ينظر إليها على أنها ضالة ومنحرفة.. يجب الابتعاد عنها لخطورتها.. أين المؤسسات الاجتماعية التي تزور السجون لتلقي الأمل في نفوس السجينات بأن هناك من سيقف معهن بعد الإفراج عنهن؟ أين القطاعان الحكومي والخاص؟ ولماذا لا يتبنى هذان القطاعان برامج لاستقطاب الكفاءات من السجينات؟ أين الشركات السعودية الكبرى؟ لماذا لا يعقد ملتقى تعريفي يضم كبار الشركات لطرح الوظائف الشاغرة التي بالإمكان شغلها من قبل هذه الشريحة وتعرض هذه الشركات احتياجاتها على أن تقوم الجهات المعنية برعايتهن بتهيئة السبل نحو انخراطهن في مجال العمل بما يكفل حفظ كرامتهن وماء وجههن داخل المجتمع.. أم نتجاهلهن وننبذهن وندفعهن دفعا من جديد نحو الجريمة؟!