تم إعفاء الشيخ عبدالمحسن العبيكان من منصبه، ومن قبل تم إعفاء الشثري من منصبه، وقد يلحق بهم آخرون لفرملة بعض المشايخ الذين استمرأوا الخروج عن النص بتصريحات وفتاوى بعيدة عن المنطق وتسيء للمجتمع السعودي، بل وصلت إلى تفتيت «وحدة الوطن» والقذف بمكتسباتنا في مهب الريح. الشيخ عبدالمحسن العبيكان استغل ثقة ولي الأمر فشطح وكان يستطيع التحدث مع ولي الأمر مباشرة دون حاجة للإعلام ودوائره الضوئية التي تحرق من يقترب منها، والشيخ صالح اللحيدان الذي سلك نفس المسلك وهو يعمم نظرته لمهرجان الجنادرية كان يستطيع الحديث مع القائمين على المهرجان مباشرة فلا توجد حواجز بينه وبينهم. من منطوق العبيكان واللحيدان نستطيع قياس حجم المسافة بينهم وبين الآخرين، ونستطيع ملامسة الواقع الذي يعيشه بعض المشايخ واستغلالهم للتقدير الذي يحظون به في المجالس والمناسبات، فتحول شعورهم إلى برج عاجي يتحدثون من خلاله وكأنهم أتوا من كوكب آخر. العبيكان ورّط نفسه في رضاعة «الكبير» ثم في جواز «السحر»، وهذه أمور لها ضوابطها الشرعية ولا تناسب المكان ولا الزمان، وأتى بثالثة الأثافي في حديثه الإذاعي، وفي الجانب الآخر وجّه الشيخ اللحيدان نصيحة للنساء ألا تخرج للجنادرية، وهناك مشايخ أثابهم الله حرّموا توظيف المرأة كبائعات في الأسواق السعودية دون أن يسألوا عن البدائل وهم رجال يبيعون نفس المستلزمات للنساء، ودون أن يسأل هل في ذلك اختلاط أم بائعات في أسواق نسائية معزولة؟ والشيخ السويلم كمل الناقص بجواز «الرشوة»، هكذا يتعجلون في الفتوى ويتعجلون في فرد عضلاتهم إعلامياً، وحان وقت الفرملة قبل وقوع الفأس في الرأس.