ترجمتي الذهنية العفوية توحي لي بأن «عبدالله القصيمي» أدخل القصيم وأهلها دهاليز العزلة الثقافية إلى حين. وسواء كان تفكيري قريبا من الشاطئ، أو بعيداً جداً فهذا لا يهم. الذي يهمني هو الحصول على إجابة كافية ووافية عن السر في عدم ظهور صحيفة ورقية من منطقة القصيم؟ هل تجّارها الذين سيطروا على كل شرايين وأوردة الاقتصاد بخلاء إلى درجة عدم بحث الفكرة في غرفتهم التجارية؟ فالقصيم بحاجة لصحيفة سعودية مرموقة تكون صوتا معبراً عن هموم سكانها ومجالا لبروز مواهبها ومثقفيها وإرثها الحضاري أسوة ببقية المناطق التي أصدرت صحفا سعودية شقت طريقها نحو التميز والنجاح بكل اقتدار. وزارة الثقافة والإعلام ليست بعيدة عن حصار الأسئلة ذاتها فالقصيم قادرة ومقتدرة وليست أقل من الجنوب بصحيفة «الوطن» ولا الشرقية بصحيفتي «الشرق» و»اليوم» وبدون جدال فإن منتج القصيم الزراعي والاقتصادي الهائلين ومخزون الرجال الفكري ورساميل المؤسسات والشركات روافد تجعل من صحيفة القصيم الأولى محليا، بل عربيا وأراهن على ذلك. الدكتور فهد العرابي الحارثي الذي قدم لنا شخصية صحيفة «الوطن» بثوبها الأنيق والآن يعمل في صمت وسرية لتفصيل ثوب أنيق آخر لصحيفة «الندوة» يستطيع من باب المواطنة وليس من باب التجارة تقديم صحيفة «القصيم» بثوب خلاب إذا تحرك تجّار القصيم، فهل يفعلون ذلك أم إن عربتهم المالية ولوائح الوزارة قبل الحصان والعقدة في المنشار؟ إنشاء صحيفة «القصيم» وشبكة القطارات ستأتي إذا حجت «البقر على قرونها»، «رسالة من تحت الماء لغرفة القصيم».