إذا كان مصطلح (الانتكاسة) الذي يوصف به من يتركون بعضا من صفات (التدين)، فهذا أمر يعني (المنشئين) لهذا المصطلح وحدهم, وليس بالضرورة يعني غيرهم, ليس بالضرورة أن يكون (الشخص المتحول) (منتكسا) لدى بقية البشر, وهذه الاحتمالات يؤكدها الخلاف في مواصفات (المتدين)، ويؤكدها الإخوة في الأسرة الواحدة الذي يعيشون بسلام رغم اختلاف طبائعهم. لماذا كل هذا (الهرج والمرج) على شخص اتخذ قراراً يخصه طالما أن الجميع يتحركون ضمن دائرة الإسلام، لماذا كل هذا الصخب للذين يتحولون من منطقة إلى منطقة أو من اتجاه إلى اتجاه، لماذا نراقب الناس ونحصي عليهم حركاتهم وسكناتهم في أمر اختلف فيه علماء المسلمين شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً. حتى نعرف السر وراء ذلك، علينا أن نفهم مصطلح (الأتباع) ومصطلح (الجماهير المدنية): الأتباع جمهور حزبي يرون في نجمهم قيمة عليا تحقق أيدلوجيتهم, أما الجماهير المدنية فترى في نجمها (قيمة إبداعية) لا أقل ولا أكثر، فعندما يسقط نجم (الأتباع) يؤثر على الحزب التابع له، ويؤثر على كيانهم، ونظرة الآخرين لهم، لهذا نجدهم أشد الناس ضراوة على تحوله عن نهجهم. أما سقوط النجم الجماهيري أو تحوله فلا يؤثر في معجبيه ولا يشعرون بانتقاص لحالهم، فالنجم في نظرهم يأتي نجم آخر بديل عنه. علينا أن ننظر في (نجوم المجتمع في مجال الفنون) بمختلف اتجاهاتهم على أنهم قيمة إبداعية، نتابعهم كجماهير وليس كأتباع، حتى يخف موقفنا نحوهم, وعلينا أن نترك الآخرين يقررون ما يشاؤون ولا نربطهم بحالنا ولا بتوجهاتنا. الأحكام القطعية هنا وهناك دون تثبت أو دليل أو برهان أمر يجعلنا نعيش دوامة صراع المجتمع الواحد، ذلك المجتمع الذي ينبغي أن نسعى باتجاه وحدته وتعاضده، ففي النهاية نحن مجتمع مسلم نعيش في وطن واحد علينا حمايته وتقدير أخطاء بعضنا بعيداً عن الشحناء والبغضاء والاتهامات والإقصاء.