وبما أني تحدثت أمس عن أولئك الموتورين، الذين يريدون استمرار سلطتهم، بتخويف الناس وإرعابهم، وبث الريبة في قلب الإنسان ضد الإنسان، وجعله يشك بكل من حوله، معتقدا أنهم فاسدون بما فيهم أخوه الذي ولدته أمه من باب تعميم «الحمو النار»، وكأن الجميع مرضى نفسيون سيغدرون بإخوانهم، ويغتصبون زوجاتهم حين تتاح لهم الفرصة، وكأن زوجاتهم ينتظرن الفرصة ليفسدن. سأكمل اليوم مع طلاب هؤلاء الموتورين الذين زرعوا الريبة في قلوب طلابهم، وأكدوا لتلاميذهم أن الإنسان في الأصل فاسد ما لم يثبت عكس ذلك، لهذا علينا أن نراقب الجميع، فهم سيستغلون حتى المآسي ليمارسوا فسادهم. بالأمس القريب قرر آلاف الشباب والشابات في جدة التطوع لمساندة إخوتهم المتضررين، وشمروا عن سواعدهم في عمل نبيل ودون أجر يبحثون عنه سوى أن يؤكدوا حبهم وتعاطفهم مع المتضررين من جراء السيول التي جرفت كل شيء. وحين انضموا للجنة جمع المساعدات في مقرها بمركز المعارض والمؤتمرات الدولية، وبدأوا يدا بيد العمل، فوجئوا بتلاميذ الموتورين يدخلون عليهم ويصرون على مراقبة حركاتهم وسكناتهم، ويحذرون من مغبة الاختلاط، فيما الشباب والشابات يفرزون ويرتبون المساعدات، ليبدأ توزيعها على المتضررين. هؤلاء تلاميذ الموتورون aالذين لم يمدوا يد المساعدة، تم تعليمهم الريبة من قبل أساتذتهم الموتورين، وأخبروهم أن يشكوا بكل أبناء المجتمع، حتى وإن كان العمل تطوعيا ويدل على نبل من يعمل به ومن التحق به، لهذا قاموا بمراقبة حركات وسكنات الجميع. ورغم ما قام به التلاميذ من مضايقات، إلا أني أتعاطف معهم، فهم ضحية أولئك الموتورين كما الجميع، فلقد تم تخويفهم منذ الصغر بأن الله عز وجل سيدمرهم إن حدثت خطيئة واحدة لا دخل لهم بها، لهذا هم يراقبون حتى الأعمال النبيلة، فيضيقون الخناق على الجميع خوفا من أن يعاقبهم الله على ما لم تقترف أيديهم. المحزن أن تلاميذ الموتورن ودون قصد منهم، سيجعلون المتطوعات والمتطوعين ينقصون يوما بعد يوم، لأنهم جاءوا بدافع إنساني وبلا مقابل لمساعدة إخوتهم المتضررين، ومع هذا هناك من يشك بسلوكهم وأخلاقهم، مما يجعلهم يتساءلون: لماذا كل هذا العذاب إن كان هناك من يرى أننا نستغل فعل الخير للفساد؟ المحزن أكثر أن الكثير ما زالوا ينصتون لأولئك الموتورين، ويصدقون ما يقولونه عن فساد جدة وباقي المدن، ويرددون ما يقال لهم، ويؤمنون بفلسفة الريبة بالجميع حتى بأقربائهم وجيرانهم. أقول: المحزن أكثر، لأني لا استطيع تصور مجتمع يمكن له أن يتلاصق ويصبح كالجسد الواحد وكل فرد يشك بالآخر ويظن به كل الظنون. لا أستطيع تصور وطن يمكن لأبنائه أن يدفع كل منهم عن الآخر، وأن يحمي كل منهم الآخر، وفي الوقت نفسه كل منهم يشك بالآخر ويراه فسادا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة