هل تظن أن إنهاء معاملة في أي إدارة من إداراتنا الحكومية أمر سهل؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فأنت أحد ثلاثة: إنسان يعيش خارج البلد، أو معزول عن الواقع تماماً، أو ولد نعمة! أخي العزيز! إنهاء معاملة حكومية واحدة يحتاج إلى آلاف ساعات المراجعة، ومليارات السعرات الحرارية، وأطنان من الأحبار لكتابة المعاريض، ففي إدارتنا ليس هناك اعتراف بالساعة، بل الانتظار يكون بالأيام والأشهر، وبعد ذلك كله سيكون أمام معاملتك طريقان لا ثالث لهما: إما أن تقبع معززة مكرمة في درج الموظف لا تشم إلا رائحة الفول والكبدة والتميس، أو تضيع، والاحتمال الثاني نسبته تتجاوز 99.99%. إنهاء معاملة حكومية واحدة يحتاج إلى آلاف ساعات المراجعة، ومليارات السعرات الحرارية، وأطنان من الأحبار لكتابة المعاريض، ففي إدارتنا ليس هناك اعتراف بالساعة، بل الانتظار يكون بالأيام والأشهررغبة في إنقاذك - وإنقاذ معاملتك- من هذا المصير المأساوي يسرنا أن نضع أمام ناظريك مجموعة من النصائح العملية والواقعية، والتي تكفل بإذن الله لك ولمعاملتك خروجاً آمنا من الإدارة الحكومية، وبالمجان كمرحلة أولى (احمد ربك فلم يبق شيء في البلد مجاني): - أولاً: استعن بالدعاء من جوف ليلة المراجعة وحتى تصبّح بتكشيرة الموظف المختص، فالدعاء سلاح فعال ومجرب، ولكن احذر كل الحذر من دعاء (اللهم أحصهم عدداً). - استعن بأقارب الموظف من الدرجة الأولى وحتى الرابعة عشرة، من والده وإخوانه إلى خال والده وعم والدته، ووالده من الرضاع، ولذلك تعرف على قريته التي تتواجد فيها جماعته وأقاربه. (ملاحظة1: إذا كان مقطوعا من شجرة يرجى تجاوز هذه النقطة) (ملاحظة2: لو عرفت أخوال أولاده فهذا سيختصر عليك الكثير) - تعرف على هوايات الموظف، وميوله الرياضية، والمناطق التي يحبها (استخدم لهجتها) والمناطق التي لا يرغب أهلها (أهرب من لهجتها حتى ولو كنت من إحدى هذه المناطق)، ولا تنسى ميزات أولاده ومراحلهم الدراسية، فهذه كلها لها أثرها الفعال في إنهاء جمود البداية. - خذ معك بشتاً أو رافق واحدا مع بشت، حتى ولو استأجرت واحدا من الشارع، أهم شيء البشت والسبحة. - إن كانت معاملتك عند موظف اسأل المراجع الذي قبلك عن مزاجه، وإن كانت عند المدير اسأل السكرتير، وعلى ضوء هذا المزاج كيّف نفسك. هذه أهم الخطوات وأسرعها، وهناك مرحلة خطيرة وفعالة ولكن لثقتي أنها غير موجودة تركتها وتسمى مرحلة (ادهن السير يسير) حظاً موفقاً ولا أراكم الله مكروهاً.