تتلفع مفردتي مرط خجلها فتندس في خدر عذرية دلالتها؛ في الأثناء التي ستشحب فيها ملامح صورة «الكلم» يتحشرج داخل «المنطق» فلا يكاد يبين؛ الوصب هو الآخر يعتصر «قد» أبجديتي، فتتضاءل كينونتها نصباً، وأتلو: إذا الحروف انتثرت وأذنت «لغتي» لسيدتها: (فوزية) وحقت.. ذلك أني مسكون ب(الحضرة) أُوجد مجذوباً.. تتهلهل دروشتي مزقاً من ذوق الصبابة، فتنثال الشمس على أخدعي، أتفصد حينذاك دفء الفناء عرقاً؛ مدد مدد.. يا سيدة «الكلم» مدد. أنفخ في الصور وجعنا وأتحسس بيدي بعث: (شيخة الطريق) وأرفع عقيرتي: ما من أحد ثاوٍ تحت أديم القبة سواك، بينما تبقى «ألفاظنا» خشباً تدان بقلة النبض؛ ثم لا تلبث الرياح أن تذرونا في فراغات مهب الهشيم حصيداً؛ كذا نحن في مواتنا.. فيما أنت من ذكراها؛ ذلك أن «المعنى» يتجسدك يال:»فوزية».. يا امرأة لا تفتأ تصنع مدناً بيضاً جذلاً تمضي لمخدعها كي تحلم.. كي تحيا، والمنطفئون خمولاً ينامون كي يصحون! يال(فوزية)، حسبي أني لا أعرف أن ثمة أحداً غيرك قد جعل للكلمة: وجهاً وأطرافاً وقامة، ولقد أتانا من نبأ حبرك أنه الضاج ب»الحياة»، إذ ينطف من علق الورق «إنساناً» على شكل كلمات تبذر في أحشائنا شيئاً من سلالة صبرك، وإذن دليني على بيتك، وليعلم ذووك ظاهراً من زيارتي أن: «مطوعاً من بريدة» جاء يرقيك، بينما أختلسهم لأتحسس مسام أناملك موقناً أن ثمة «نسغاً» لم يكن ليبرح بنانك. اسمك -يا فوزية- ممحو بالآخرين في حين أنهم مكتوبون فيك؛ فأنت لست: «امرأة»، أنت نشيد لا تتسع لغيره حنجرة «النوافذ» التي تفتحها يد الشمس فتضيء لها قناديل إيمان الآخرين. يجبن الموت أن يتجاسر فيكون له موضع قدم في سككنا، ما لم تكن «الحياة» هي التي أذنت له! آه.. هل إن هدف الحياة هو: الموت؟! هكذا تتلو «فوزية» مزامير «أيوب» حداء حياتها على قيثارة الموت الذي يمرق بين كتل اكتظاظنا أجلاً مكتوباً، دون أن يهبنا تذكرة مرض! أكثر الذين ينفقون أولئك الذين لم يمرضوا. وليس لك أن تسأل «فوزية»، بل عليك أن تتبع حراكها اليومي لتفقه أن «من يرد الله به خيراً يصب منه»!