غالبية الصحف أمس نقلت تأكيدات الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حول أهمية الاستفادة من عمل المرأة في اختصاصات الهيئة. هنا من المهم الإشارة إلى أن الطريق صار ممهدا أمام رئيس الهيئة من أجل مزيد من التمحيص والتدقيق في الاختيار. إذ ليس المطلوب التوظيف لمجرد التوظيف، وليس المطلوب إدخال المرأة كعنصر في الهيئة، فقط للقول إن هيئة الأمر بالمعروف أتاحت العمل للنساء، إذ من الضروري إدخال المفاهيم التي يريد رئيس هيئة الأمر بالمعروف تحقيقها على أرض الواقع وتتمثل في الشعار الجميل الذي يحلو له أن يردده دوما: الأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر. هناك نموذج لا بد من استحضاره فيما يخص تأنيث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذا النموذج موجود في الحرمين الشريفين المكي والمدني، وهو تحت مظلة رئاسة الحرمين لا الهيئة. لكن الحقيقة أن بعض هذه النماذج، لا يخلو عملهن من ملاحظات تتعلق بشيء من الغلظة والعنف مع الزائرات. خاصة أولئك اللاتي يعملن في أوقات الذروة مثل رمضان والحج. وهن عادة يضعن على عباءاتهن شعار رئاسة الحرمين. لكن طريقتهن في التعامل مع النساء فيها شدة، قد يبررها البعض منهن، لكنها بالنسبة للمراقب من بعيد لن يجيز مثل هذه التصرفات التي يصاحبها تعنيف في الكلام لا يليق حتما بمقام الحرمين. المأمول من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تكون اختياراتها للعناصر النسائية في الهيئة محققة للتطلعات والآمال. لا نريد نساء "بودي جارد" يتسلطن على خلق الله، ويعتقدن أنهن يمتلكن صلاحيات مفتوحة. هذا الأمر يتطلب أن يتم الاختيار لنساء ناضجات لا مراهقات، وأن ينخرطن في دورات تعطيهن دروسا في فنون التعامل مع الآخرين وفي قضايا التواصل مع الجمهور بشكل متحضر، يشيع التسامح ويعلي من شأن هذه الشعيرة.