نتفق جميعاً على الخطأ الجسيم والفظيع الذي ارتكبه حمزة كشغري بحق الذات الإلهية، وبحق صفوة البشر صلى الله عليه وسلم، ولكن المواقف الممثالة في عهد نبي الأمة تجعلنا نتريث قليلاً، ونترك لولي الأمر المساحة الكافية لمعالجة الموقف في إطار ديني بحت. الكشغري وغيره تتحرك قلوبهم بتدبير من رب العزة والجلال، وقد سبق الكشغري عدد من المفكرين والعلماء والمؤلفين، وسقطوا في براثن الشك وورطة تقلب القلوب، وجنح البعض إلى هاوية الهلاك، ثم عاد خيراً مما كان عليه، وبعضهم استمر في غيّه حتى هلك، والكشغري كان حافظاً للقرآن وقدوة لجيله، ثم أتاه التحول بين عشية وضحاها، وبقليل من جهد المناصحة سيرده الله إلى دينه وأهله رداً جميلاً. سباق محموم بين وسائل الإعلام والمنتديات لشتم الكشغري بدلاً من الدعاء له بالهداية، وهناك قصائد شتم، وتغريدات خارجة عن النص، وأحكام مسبقة، وكأن أصحابها معصومون من الزلل، وكأن مفاتيح الخير والشر بأيديهم، وما يتبقى لهم إلا توزيع صكوك الغفران كما كانت تفعل الكنيسة في عصور الانحطاط. قلوب العباد بين أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء بين الهداية والضلال، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء “يا مقلب القلوب، ثبّت قلبي على دينك” وهو المعصوم وهو صفوة البشر، وهناك حكايات كثيرة ومواقف عديدة لبعض الأشخاص، منهم من تحول من مهرّب مخدرات وصديق للسجون إلى داعية وقدوة، وهناك نماذج سارت عكس ذلك، بدأت بالاستقامة ثم انحرفت بزاوية حادّة، نسال الله أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.