لماذا يحارب البعض هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هذا من الأسئلة التي ظلت تشغل بالي طويلاً.. خاصة أن بعض هؤلاء المحاربين يقضي أكثر أوقات السنة في الخارج.. وبعضهم من المقيمين خارج البلاد؟! شخصياً لم أجد سوى إجابة واحدة: "لا يحارب الهيئة إلا رجلٌ في قلبه مرض".. وأرجو ألا تكون إجابتي صحيحة.. هل لديكم إجابات مقنعة! وحتى أقطع الطريق على المحاربين أقول إن هذه القناعة ليست جديدة أو طارئة، كتبت هذا قبل خمس سنوات، وقلت إن أخطاء الهيئة اجتهادات فردية، وليس لها علاقة بمنهجية الأداء أو العمل.. واليوم تزداد قناعتي رسوخاً.. إذ لا يوجد مادة واحدة ضمن أهداف الهيئة تنص على إيذاء الناس، أو الاعتداء عليهم، أو الإساءة لهم.. وما يحدث هو أخطاء فردية بحتة، ناتجة عن اجتهادات فردية يدفعها الحماس غير المنضبط لقلة قليلة من المحسوبين على الهيئة، وهو ما يجعلهم أحياناً يتجاوزون الأمر بالمعروف إلى الأمر بالغلظة.. ولو أن كل جهاز في الدولة أخطأ أفراده وتسببوا في إيذاء الناس يتوجب إلغاؤه، لكنت أول المطالبين بإلغاء وزارة الصحة نتيجة الأخطاء الطبية القاتلة! على كل حال، حمدت الله أن ما تم تداوله مؤخرا عن منع الهيئة من رقابة الأسواق هو مجرد إشاعات.. عمل الهيئة واضح وصريح كما تضمنه بيانها يوم أمس: "إن عملها في الميادين العامة يتم وفق نظامها ولائحتها التنفيذية الصادرة من مجلس الوزراء والأنظمة ذات العلاقة وتوجيهات ولاة الأمر التي حددت مهام الهيئة وحدود واجباتها في الميادين العامة بما يستهدف تحقيق مصالح المجتمع وحفظ حقوق أفراده"، وبالتالي فأي اجتهادات من أحد منسوبيها، أو المتعاونين سابقاً ليس لها علاقة برسالة الهيئة، ولا عملها الرئيسي.. وفي الختام اسألوهم وأحرجوهم: "لماذا أنتم خائفون من الهيئة"؟!