من حق فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي، أن ينفي (جملة وتفصيلا) ما نسب إليه من القول إن 80 طالبا من كل 100 مبتعث يتعاطون الحشيش المخدر. من حق فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي، أن ينفي (جملة وتفصيلا) ما نسب إليه من القول إن 80 طالبا من كل 100 مبتعث يتعاطون الحشيش المخدر وأن ينفي أيضا ما نسب إليه زورا كان أم بهتانا أنه طالب بفحص دماء المبتعثين عندما يصلون عائدين إلى المطار. لكن فضيلة الدكتور، وبعظمة لسانه، يقول في تصريح النفي، إنه مجرد – ناقل – لرسالة وصلت إليه من أحد المبتعثين وفي الرسالة يذكر هذا المبتعث أن 80 طالبا من كل مئة يتعاطون الحشيش المخدر وأن ذات رسالة الطالب هي من طالب بالتفتيش والفحص في المطار. والعتب على صاحب الفضيلة أنه كان متسرعا جدا، للدرجة التي يعتمد فيها على رسالة عابرة ثم ينقل فحواها إلى جمهوره العريض متجاوزا كل ما درسه من منهج التحقق والتثبت، ومغمضا عينيه عن أرقام لا يمكن للعقل ولا للمنطق أن يقبل ولو بعشرها في أسوأ الأحوال. هل يمكن لأي عقل أن يستوعب أن 80 ألف طالب من بين 100 ألف مبتعث يتعاطون الحشيش المخدر؟ كنا سنقبل بالتهمة الخطيرة على مضض لو أن العريفي مسح من الرسالة "صفر اليمين" حول الرقم ولكن: ياصاحب الفضيلة: لو أن قادة الرأي العام وسدنة المنابر وكتاب الزوايا "ينقلون" كل ما يرد لهم من رسائل وينشرون كل ما وصل إليهم من ال(sms) لكانت الصورة سوداء ومخيفة ولكانت أقرب لحياة "الغاب" منها إلى النسب البشرية المتوقعة في الشذوذ والجنح. لو أننا نطير بكل ما ينقله – الرواة – لأصبحنا مجرد مسجلات للنقل أو طيور ملونة في قفص تنقل ما تسمعه مما يطلبه المشاهدون. ثم إن ناقل الرسالة أو صاحبها لم يذكر كيف استطاع أن يصل لهذه الإحصائية وكأن المبتعثين في طابور طويل وسط "بازار" للحشيش أو كأن "الحشّاشين" سيصطفون أمام صاحب الرسالة على ناصية الشارع للتعداد. ثم إن هؤلاء المبتعثين لا يعيشون في أدغال كولومبيا ولا في مزارع "القنب" في أفغانستان، بل في دول صارمة في قوانينها وحروبها الطاحنة ضد "كارتيل" المخدرات، وإذا ما عرفنا أن هؤلاء المبتعثين "أجانب" والأجنبي في العادة أكثر خوفا من وطأة القانون فكيف نقبل بهذه النسبة (80%) المضاعفة عشر مرات عن نسبة المواطن الأصلي. ولأن العريفي صاحب كملة وراعي وزن من العيار الثقيل فإنني أستغرب هذا – الطيران – وكيف كان من الخفة بمكان كي – تطيره – في العجة رسالة عابرة بكل ما فيها من معلومات ونسب لن يستوعبها عقل.