هل هناك حاجز وهمي بيننا وبين مشايخنا الأفاضل؟ بصيغة أخرى هل لهم حصانة ضد النقد وكلامهم لا يرد نهائياً؟ الذي أعرفه أن كلاً منا يُؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا صفوة البشر محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي لا ينطق عن الهوى. أتى الشيخ عائض القرني بفكرة غريبة وعجيبة محصلتها لو طُبقت لرفعت نسبة العاطلين والمتسدحين، فقد طالب الدولة بصرف مبالغ مالية لكل فرد من أفراد الأسرة، وزين فكرته بأسلوبه الأدبي الجميل، وحاول تسويقها بطريقة ذكية، وليته قبل كتابة فكرته تذكر قصة “أهل الصُفة” فمنها يمكن حل مشكلات العاطلين وتحويلهم إلى منتجين. وعلى الجانب الآخر أتت فتوى مفتي الديار السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ قبل تطبيق التوجيهات الكريمة بتشغيل النساء في محلات بيع المستلزمات النسائية قاصمة للظهر، ويبدو والله أعلم أن الشيخ تلقى معلومات تقول له إن النساء ستبيع للرجال وسيكون معها في نفس المحل بائعون، وهنا تكون وجهة نظر شيخنا الفاضل سليمة إذ ستختلط المرأة مع باعة رجال في نفس المحل، ووجودها بهذه الآلية ضرر فاضح وليس حلاً. الحل الذي كان من المفترض توضيحه للشيخ هو حماية المرأة من حرج شراء مستلزماتها من رجل، وبالتالي فإن توظيف بائعات يرفع الحرج، ويوفر فرصاً وظيفية للعاطلات، على أن يتم ذلك في مجمعات نسائية منفصلة تماماً، كما فعلت بلدية مدينة خميس مشيط عندما خصصت سوقاً مغلقاً للنساء فقط، ولا يدخله الرجال نهائياً. نحتاج سوقاً نسائياً محتشماً، والأجمل أن تلزم المرأة بيتها.