* هناك حكام عرب يخاطبون شعوبهم في بعض المناسبات بخطابات يبدؤونها ب(أيُّها الشعب العظيم)، والشعب يعرف جيدًا أنه لا عظيم ولا حاجة، وأن تلك الخطابات هي ليست سوى كلمات لا تودّي ولا تجيب، لأنّ العظمةَ لا تحتاج إلى خطابات، ولا إلى مفردات ناعمة، بل تحتاج إلى جهود جبّارة تصنع من خلالها الدولة قيمة الشعب وعظمته، والتي يستطيع هو أن يلمسها بكل سهولة، تمامًا كما تفعل أمريكا من خلال ما صنعته لنفسها من مكانة، وما حققته لشعبها من فخر بالانتماء، لدرجة أن لا أحد يستطيع أن يعتدي على أمريكي أيًّا كان مكانه، لأنه يعرف أن الرد سيأتيه في الحال، من خلال فعل ربما يصل للعمل العسكري، وما سمعتُ قط عن أحد من رؤساء أمريكا يخاطب شعبه خطابًا يشبه الخطاب العربي في بعض الدول العربية، لأنه لا مكان للحكي في حياتهم المملوءة بالعمل الجاد، ولأن ما يجري اليوم من ثورات الشعوب العربية هو نتيجة حتمية لممارسات خاطئة أدّت إلى قيام الثورات التي قلبت موازين الكثير، والتي حتمًا ستغيّر ملامح الآتي في كثير من الدول، لكن أن تكون الحكاية معكوسة، وبدلاً من الاعتراف بالأخطاء يكون الخطأ في التهجّم على الآخرين، واتّهام دول أخرى بإثارة الفتن؛ بهدف تغيير النظام، هنا تكمن المشكلة.. ومَن يصدّق مَن؟! والحقيقة تقول: إن الظلمَ، والقمعَ، والتفرّدَ بالقرار، واستغلال السلطة، وتكميم الأفواه، والتفرقة بين الناس في كل التعاملات الحياتية، وغياب العدل، ومصادرة الحريات، هي أهم أسباب الغضب، بالله عليكم أليست كل هذه الممارسات قادرةً على أن تصنع ثورة شعبية؟! * أين تكون العظمة؟ بل وأين تقع في حياة الناس، الذين لا يكترثون بكل الخطابات المنمقة؟! لاسيما وأن الثورة العلمية استطاعت أن تهزم كل أساليب التعتيم، وحاصرت الأنظمة الفاسدة التي وجدت نفسها فجأة خارج الزمن، واكتشفت بعد فوات الأوان أن كل الخطابات التي قدّموها لم تعد صالحة إطلاقًا لهذه اللحظة، وهذا اليوم، الذي لا يكترث بالحكي المختلف عن الواقع الذي يعيشونه، لكنّ مصيبة هؤلاء أنهم ظلوا يضربون بيد من حديد، ويقتلون كل مَن قال لا، ليأتي اليوم الذين يجدون أنفسهم فيه بين قوسين، ويفشلون في كسب رضا شعوبهم التي ملّت كل صور التعب، وكرهت الحياة، وآثرت أن تموت، ومثل هذه الأنظمة هي السبب الأول في قيام الثورات، وأنهم هم وحدهم المسؤولون عن كل ما يحدث لا غيرهم، فلا يمكن أن تعمل خيًرا، وتجد شرًّا!! * (خاتمة الهمزة).. السلام لغة أكبر من أن تغتالها لغة الرصاص والدماء.. هي خاتمتي، ودمتم.!! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (48) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc) 635031 (Mobily) 737221 (Zain)