.. بمناسبة تأليف الكتب بصفحاتٍ لم يٌكتَب بها حرفٌ واحد فإليكم ليس كتابا واحدا، بل عدة كتبٍ للسنة التي توضّب أغراضَها استعداداً للرحيل إلى عالم السنين الراحلة. ** كتابي «الميزانية السعودية»: ستكون كل صفحاته متشابهة .. بحكم أن إيراداتنا تعتمد كليا على السائل الأسود النفط.. نرجو الله بعد سنوات أن يصيرَ الكتابُ ملون الصفحات بتلون مصادر الدخل. حتى الآن لم ننجح بزحزحة النسبة إلى أقل من 90 بالمائة رغم خطط أربعين عاما، ببلد مساحته واسعة وتنوعه الجيولوجي والجغرافي متنوع.. وعندنا الشمسُ والبحرُ وما تحت الأرض، والجبالُ والسهول والنجود.. ومن أكبر دول العالم نسبة للشباب بالنسبة للعدد الكلي للسكان. ** كتابي «سوريا»: ستكون كل صفحاته حمراء، فالدمُ وراء الدم، وشكسبير في مسرحيته ماكبث، وهي قصة الحقد والقتل والانتقام يقول: «يا إلهي دماءٌ دماء، والدماء تجلب الدماء.. الناس يقولون الدماء تجلب الدماء». هو كتابٌ ناقع بالحمرة، حمرة الدم الفتيّ الفوّار.. لم تنفع النقط التي قطّرتها الجامعة العربية على الصفحات إلا أن تغمر الدمَ بالدم. ** كتابي «البحرين»: صفحاته ملونة بالأحمر والأبيض كالعلم البحريني الرفراف.. جرتْ دماءٌ بالبحرين، والذي يهم في النهاية أنه دم بحريني.. أكان الدم في البحرين قليلا أو كثيرا لا يهم، لأن نقطة دمٍ واحدةٍ لا تقدر بكل الأثمان.. والصفحات البيضاء هي الأمل في الرحمة والمحبة حول أهل يقيمون معا على جزيرةٍ صغيرة.. صغيرة جدا لا تسع الشغبَ ولا تسع الغضب، ولا تسع التسلط.. ولا تسع قطرة دم! ** كتابي «اليمن»: صفحاته بلا حرف واحد كسابقيه، وأيضا بلونين، الأخضر والأحمر.. الأحمر للدماء التي ساحت لتروي أرض الحرية والتحرر باليمن، والأخضر لتعود اليمن سعيدة من جديد، وتستغل أخصب أراضي الدنيا لزراعة خضراء تفيد نسغ الاقتصاد الجاف، وتعيد مجد ورقة شجرة سفوح جبال اليمن. العالم لا ينسى قهوة «مخا» اليمنية، ونحن واليمن لم ننسها.. عمدا تناسيناها! ** كتابي «مصر»: آهٍ، مصر أم الدنيا تحمل الآن هموم الدنيا، سيكون كتابا بلا حرف واحد، صفحاته باللونين الأصفر والأبيض.. أصفر لون الهموم، بدأت الثورة الشبابية كأكبر رمز حضاري بتاريخ ثورات الدنيا، هذا ما قالته صحف الغرب. وانتهت بحقائب صفراء، بأسنان صفراء، وأُبْعِدَتْ الوجوهُ المتوردةُ الشابة ذات الأمل الأبيض. في النهاية الأبيض سيغمر ارض مصر.. مصر أرض البياض. ** كتابي «الشرق الأوسط»: العلمُ التركي في كل الصفحات. ** كتابي «فلسطين»: ما لون العيب؟ ما لون العار؟.. ما لون النسيان الغليظ؟ لا أعرف كيف سيكون لون صفحات الكتاب.. حتى الألوان تستحي. .. اقلبوا الصفحة إلى 2012