علي القاسمي - الحياة اللندنية 1- نتميز محلياً بأن أسرع ما يتم تشكيله لدينا الأخت / «لجنة»! ومع هذا فإن تميزنا المحلي يصل إلى أن آخر ما يمكن أن تخرج به «اللجنة»... هو المدعو «نتيجة». اللجان تتشكل لدينا على: «أمطار يتلوها غرق، فساد خلفه فضائح، حادث ضحيته أبرياء، حريق غذاؤه أجساد». ولعل من التميز المحلي الذي لا يمكن إغفاله أن أكثر ما أصبح يخيف المواطن، أشياء ممتعة «كالمطر»، وبسيطة «كالتماس الكهربائي»، ومفاجئة «كحفرة في طريق»! تتحرك في الملمات جل أجهزتنا ذات العلاقة من أجل أربعة أشياء: «تلبية الواجب، نفي التهمة، تجربة الإمكانات، الاستعراض» . وإذا طابت الأرض المجروحة، وتمرن المواطن على فضيلة الصبر عند الفواجع، أخذت الأجهزة المتحركة سابقاً في تعزيز موقفها، والتصريح المتحمس بأن «العيب عند غيرنا»، وكل شيء على ما يرام، ولا علاقة لنا بما حدث! 2- هناك «تجارب/ مشاريع/ خطط» نسمع أنها ناجحة، لكن ربما أنها كانت تحضر في المكان الخطأ أو بالطريقة الخطأ! الأشياء الفاشلة يفترض أن تمنحنا خبرة كبيرة في معرفة مكان ونوعية قراراتنا الخاطئة، ومن ثم الحصول على خبرات مختلفة حتى نتمكن من صناعة قرارات صائبة قبل أن يكون في الرأس أكثر من فأس! عيوب هذه الأشياء الفاشلة أنها لا تضحي بأحد، ولم تبني فينا شجاعة تنظيف المكان الخطأ، وتغيير الطريقة الخطأ، ولاحظوا أني لم أطلب إظهار «الرقم/ الوجه» الخطأ! 3- من محاسن الفواجع الصغار التي تحولت - بسوء التخطيط وغياب الوعي - إلى أزمات كبيرة، أنها كشفت عن أفضليتنا في الكلام، وقدرتنا الخيالية على التنظير، وعلّمتنا أن الطريق لأن نكون الأفضل يتطلب أولا ًالقضاء على أربعة أحرف التصقت بشكل خيالي «ف، س، ا، د». ولكم أن تختاروا ثانياً وثالثاً ورابعاً إن كان هناك ما يستحق! فواجعنا «الكبار» لدى الأصدقاء فواجع «صغيرة»، فمتى نحيل مواجعنا الكبار إلى حوادث صغيرة لا نستنزف من أجلها الجهود والاتهامات والأحاديث والوعود! 4- «اللجنة» حبات «البنادول» تنجح في تهدئة الصداع وإيقافه إلى أن يأتي ما يستثير الرأس لصداع جديد، وعلاج وحيد... وما أكثر ما يمر علينا «الصديق المزعج/ صداااااع».. وكذلك اللجان! «النتيجة» هي الإجابة الشافية على أية سؤال معترض، ومن تحمل في سطرها الأخير كلمة من هذه الكلمات: «إعفاء، إقالة، طي قيد». «الكارثة»، هي حاصل أخطاء متكررة على امتداد الزمن، أخذناها على محمل «الهزل» فصفعتنا في لحظة «لهو» على الوجه، لحظتها لم نعرف سوى ثياب «الخجل». «الفاجعة»، ضربة قوية في الرأس تفقده القدرة على «التفكير ، التوازن»، وبعد الضربة نستبدل الرأس الصغير، وأحياناً نعالجه، وأحياناً أخرى نصمت عنه... ولكن لن نعالج الرأس مطلقاً!