وليد الهلال - اليوم السعودية نشرت، مؤخراً، مجلة فورن بوليسي Foreign Policy -- FB)) الأمريكية المعتدلة والمهتمة غالباً بمتابعة وتحليل وقراءة الشؤون الخارجية والدولية قائمتها لأفضل الشخصيات العالمية المؤثرة لعام 2011م على أساس ما قدموه ونفذوه من أفكار ومشاريع استقطبت اهتمام الرأي العام وكان لها أثر ملموس على الحياة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الحقوقية سواء على مستوى دولهم أو على المستوى العالمي. وتبعاً لما تمر به المنطقة العربية من تغيير وحراك سياسي شامل وصاخب على كافة الأصعدة إلى وقتنا هذا، فقد ضمت القائمة في هذا العالم العديد من الشخصيات العربية والإسلامية التي تعتقد المجلة أنها تركت بصمتها الواضحة على المشهد السياسي والحقوقي العربي حيث يمكن الاطلاع على كافة أسماء القائمة من خلال الرابط التالي: http://www.foreignpolicy.com/articles/2011/11/28/the_fp_top_100_global_thinkers?page=0,0#thinker القائمة نفسها، تضمنت الناشطتين السعوديتين في مجال المطالبة بحقوق المرأة وهما كل من منال الشريف وإيمان النفجان حيث تم اختيارهما من قبل المجلة لقاء ما قامتا به من جهود نوعية ومتفردة تصب في خانة المطالبة بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة من خلال استغلال قنوات التواصل الاجتماعي كاليوتيوب والتويتر والفيسبوك والمدونات الشخصية كالتي تديرها إيمان Saudiwoman لحشد التأييد والدعم وتصحيح المفاهيم المغلوطة المثارة حول المسببات غير المنطقية للاستمرار في منع المرأة السعودية من حرية التنقل بسهولة ويسر كباقي البشر في العالم ولن أقول «المخاليق» لأسباب نعلنها فيما بعد! بقدر ما نختلف ونتفق مع وجهات نظر المجلة ومعاييرها المستخدمة في تصنيف الشخصيات الأكثر تأثيرا ونفعاً في العالم، إلا أننا لا نستطيع إغفال حقيقة علو كعب «مجلة الفورن بوليسي» وكونها تعد من المجلات السياسية الدولية الرصينة التي ينظر إليها بالكثير من المصداقية والممارسة الإعلامية المهنية المتزنة مما جعل موضوعاتها وتقاريرها تحظى بالكثير من المتابعة والمطالعة النوعية من قبل السياسيين والمعلقين الإعلاميين والكتاب والمحللين وواضعي السياسات الدولية والإقليمية. من هذا المنطلق، تمنيت لو أن منال وإيمان، ومن دون التقليل من مجهودهما وما تتعرضان له من مضايقات، حصلتا على هذا الاعتراف والتقدير الدولي المرموق نظير إنجازات علمية أو عملية أو اقتصادية أو حقوقية أو اجتماعية أو حتى رياضية يشار إليها بالبنان وتكون لها قيمة مضافة معنوية تعلي من شأن المرأة السعودية وقيمة تنموية تحسن من ظروف معيشة المرأة على أرض الواقع بدلاً من إجبارهما بصلف لا يقارن على السعي في المطالبة بحق ميكانيكي يمارس في كافة بقاع العالم من دون تفرقة أو هوس أنثوي مريض يفرز مواقف ودراسات هزلية تحولنا إلى أضحوكة في البرامج الفكاهية كما حدث مع دراسة الأكاديمي السعودي التي قدمها لمجلس الشورى والتي خلصت بعض نتائجها إلى الإشارة إلى أن قيادة المرأة السعودية للسيارة سيزيد من حالات التفسخ البدني- الأخلاقي لديها ويسهم في فساد خلق وسلوك بعض الرجال! التردد والتمنع الطويل غير المنطقي بالنسبة لقضية السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة لا يمثل إلا رأس الجليد الذي تغوص تحته الكثير من المشاكل التي لم تظهر بعد على شاشة الرادار المطالباتي، وهي تتطلب الآن حلولاً ورؤية إستراتيجية منفتحة وشاملة بما يتوافق ويتواءم مع مستجدات وواقع المرأة السعودية وتطلعاتها ورغباتها والأهم من ذلك قناعاتها الشخصية لا قناعات وعادات بالية وتفسيرات اجتماعية ودينية ضيقة منفصلة عن الواقع كالتي عبر عنها هذا الأكاديمي السعودي والتي أقل ما يقال عنها إنها قناعات تحجم وتقزم عقل المرأة وتعليمها وفكرها وثقافتها وتطيل من المفهوم السائد «أنتم قُصر إلى الأبد ونحن أوصياء عليكم إلى الأبد». في النهاية أحذر كل سعودية ناشطة أو في وضع الخمول الحقوقي من مغبة قبول استلام أي جائزة عالمية أو إقليمية بأي صورة من الصور أو شكل من الأشكال نظير السماح للسعوديات العمل في محلات بيع المستلزمات النسائية من بعد تعطيل القرار لمدة تزيد عن ثماني سنوات، هذا اللي بقى بعد!! جائزة «ملابس داخلية»!