الأراضي البيضاء.. التي احتكرها هوامير البشر، وشَطَحت بأسعار الأراضي عالياً، وأفقدت المواطنَ العادي القُدْرة على شراء أرض، ناهيكم عن البناء... هذه الأراضي، فتّشْتُ عن شبيهٍ لها في كوْننا الفسيح، فما وجدْتُ سوى الثقوب السوداء (Black holes) الموجودة في الفضاء البعيد!. (شُوفوا) بعض أوجه الشبه بينهما: الأراضي البيضاء، لها جاذبية، لكن ضعيفة، فيَشْفُطها البعض، وكذلك الثقوب السوداء، لها جاذبية، لكن قوية، فتَشْفُط هي مجرّات الفضاء!. الأراضي البيضاء هي أماكن تجمّعت فيها مُخطّطات مُجمّدة بكثافة عالية جداً، وتمنع انخفاض أسعار الأراضي، وكذلك الثقوب السوداء هي أماكن تجمّعت فيها المادّة بكثافة عالية جداً، وتمنع أي شيء شفطته من مغادرتها!. الأراضي البيضاء تَكْنِس أموال الناس وتُودعها في حسابات أصحابها، وكذلك الثقوب السوداء تَكْنِس ما تصادفه في طريقها الفضائي وتُودعه في المجهول!. أصحاب الأراضي البيضاء لا يُروْن، بل تظهر فقط آثارهم الخطيرة، وكذلك الثقوب السوداء لا تُرى، بل يظهر أثرها الخطير في الكون!. أخيراً.. أعتقد أنّ الثقوب السوداء ستنقرض يوم القيامة، أمّا في الدنيا، فلن تنقرض الأراضي البيضاء إلاّ بتسريع فكرة فرض الرسوم عليها التي تُقدّر بحوالي 200 مليار ريال سنوياً، لزيادة دخل الدولة، وتخفيض أسعار الأراضي، فحرام أن يفتقر السواد الأعظم من المواطنين لأراضٍ ولو 20 × 20 مترا يُحيُونَها بالسكن فيها، بينما قلّة تحتكر ملايين الأمتار في بورصة يربحون منها المليارات!.