شهيدة براعم الوطن ذات امتيازٍ في مسيرتها.. وسيرتها.. وذات برٍّ بأبيها وأختها وإخوتها.. وذات بطولةٍ في إنقاذ طالباتها.. إنها تقول لنا.. إنّ بعض البنات الواحدة منهنّ بألف رجل.. وإنّ المأساة ليست في المصيبة لكن في الإهمال الذي يؤدي إلى المصيبة.. ثم ما يلبث أن يبرز من قلب المصيبة ما يخفف المصاب ويبعث على الإعجاب.. ريم النهاري غبتِ في وَضَح النهارْ وتركتنا نتقاسم الأحزان بعدك.. في مرارات اصطبارْ تتساءل الأوجاع عن سر الغياب وأنتِ شمس أبيك بعد غروب أمك.. أنت أحلام الصغارْ.. ماذا نقول غدًا.. وأمس قد ولّى.. ويمضي اليوم.. لكنّ البراعم ما مضت إلا إلى ما يشبه الموت المغلّف بالدخان وباللهيب وبالغبارْ يا ريم ما زلنا نفكر في العزاء وفي الرحيل وفي الفرار مازلتِ أشجعنا وأسرعنا إلى المجد الذي يحظى به الأبطال وحدهُمُ.. وقد حفظوا الذمار أمّا هنا فالقابضون على السراب وقد تمزّق في القفارْ.. لا شيءَ يشغلهم سوى أصداءَ ما سمعوه ما جمعوه ما قالوه في دنيا البوار.. أما الشهامةُ فهي غائبةٌ.. تفتّشُ عن مدار.. نُلقي على الأقدار ما نأتي من الإهمال والتقصير في الدنيا ويُسكرنا الدوار.. ويظل أقصى بعضِ ما تهب الأماني والمنى خَدَر احتضار.. يا ريم لا يكفي.. البكاء.. ولا التشبث في المصائب.. بالجدار ماذا.. إذا ما مر أسبوعٌ.. وشهرٌ.. ثم عامْ.. والموتُ نفس الموتِ في جفن انتظار..؟؟ ومصائب الإهمال والتقصير من خلف الستار.. أترى.. ستظهر «ريم» ثانيةً لتنقذ.. ثم تنقذ.. ثم تنقذ ثم تصعد نحو هذي الشمس في وضح النهار.. ونعود.. يطوينا انكسار...؟!