كنا نترقب البث المباشر لانتخابات النادي الأدبي في الباحة مساء الأحد الماضي، لكن قناة الثقافية استمرت في بث برنامج عن فنون الخط والخطاطين، حاولت الاتصال بالزملاء في اللجنة المشرفة للاستفسار عن الأمر لكن أحدا لم يرد، لم أذهب بعيدا في التخمين أكثر من إرجاع الأمر إلى خلل فني عطل البث المباشر، لكني عرفت لاحقا أن (حوسة) كبيرة حدثت مع بدء عملية الانتخاب وتسببت في إلغاء البث، لكن المفاجئ أنها حوسة بسبب وجود امرأة على المنصة!!. ذهبت الأكاديمية المعروفة الدكتورة سعاد المانع إلى الباحة كعضو في اللجنة الإشرافية على الانتخابات، وكان معلوما مسبقا أنها ستكون موجودة، وأنها ستكون بجانب أعضاء اللجنة، الأمر ليس جديدا فقد حدث سابقا دون ضجة، وكان بإمكان المحتجين على وجود امرأة في لجنة الإشراف على أدبي الباحة الاعتراض على ذلك قبل وصولها رغم أنه ليس من حقهم ولا صلاحيتهم، لكنهم أرادوا اقتناص اللحظة لعرض مسرحية من النوع الذي لم يعد الجمهور يصفق له. كنا نعتقد أن موضة الاعتراض على وجود المرأة المثقفة أو الأكاديمية أو المهنية في أي مجال في مناسبة وطنية أو فعالية رسمية أو نشاط عام قد انحسرت، وعلى الأخص في المجالات التي سمح فيها رسميا بمشاركة المرأة كمجالس إدارات الأندية الأدبية، لكن اتضح أننا واهمون. والمشكلة أن المعترضين على وجود الدكتورة سعاد كانوا من الجمعية العمومية التي سينبثق منها مجلس الإدارة الذي يمكن أن توجد فيه امرأة، وذلك ما حدث إذ فازت سيدتان بعضوية مجلس الإدارة، ولا أدري ماذا سيحدث لهما لو أن بعض الذين أحدثوا الضجة كانوا ضمن مجلس الإدارة. الحقيقة، كان شيئا مخجلا أن يتم تصعيد الأمور إلى درجة الانسحاب والخروج ومحاولة إقحام إمارة المنطقة في الموضوع رغم وجود مندوب لها في اللجنة، ومخجلة أكثر تلك الصورة التي تبدو فيها محتسبة وهي تكاد تشد الدكتورة سعاد لإنزالها من المنصة، رغم وجود مسؤول بجانبها بدرجة وكيل وزارة يرأس اللجنة الإشرافية على الانتخابات.. ما حدث هو عيب أكثر منه تعبيرا عن رأي أو موقف، سيدة بمكانة الدكتورة سعاد المانع وتاريخها الأكاديمي وحضورها الثقافي ما كان يجب أن تتعرض لذلك الموقف من أشخاص يدعون أنهم قادرون على تمثيل الثقافة والمثقفين في منطقة جميلة ومليئة بالمثقفين الحقيقيين.