أثار وجود امرأة على منصة انتخابات مجلس إدارة النادي الأدبي في الباحة يوم الأحد السابع عشر من ذي الحجة 1432ه خلافابين أعضاء الجمعية العمومية، حيث اعترض بعض أعضاء الجمعية العمومية على وجود الدكتورة سعاد المانع على منصة لجنة الانتخابات ضمن أعضائها لتشكيل مجلس إدارة جديد. وطالب المعترضون بنزول الدكتورة سعاد المانع وجلوسها مع السيدات أو تغطية وجهها؛حيث كان يجلس بجوارها وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية رئيس لجنة الإشراف العام على الانتخابات، الدكتور ناصر الحجيلان، ومدير عام الأندية الأدبية عبد االله الكناني، ومندوب إمارة المنطقة محمد المانع، وممثل عن الشؤون القانونية . وكان الكناني قد قام بشرح آلية الانتخاب بحسب اللائحة الجديدة بعد توزيع أجهزة التصويت الألكتروني على أعضاء الجمعية العمومية وعددهم 26 مثقفا و7 مثقفات للتصويت خلال 30 ثانية لكل عضو مرشح وعددهم 32 مثقفا و 7 مثقفات، والتزم الجميع بالجلوس على مقاعدهم المفصولة عن النساء بحاجز . وعند بدء النقل تلفزيونيا ارتفعت أصوات المعترضين مصرين على أن وجود امرأة تمثل المثقفين أمر مرفوض، واستمر تعالي الأصوات ورغم ذلك بدأ رئيس اللجنة الإعلامية الأستاذ محمد عابس الحفل بمقدمة تلاها القرآن الكريم ثم كلمة وكيل الوزارة، وما إن انتهى حتى زاد عدد المعارضين، وهم يؤكدون عدم قبول الدكتورة سعاد المانع في المنصة، وظلوا يطالبون وقوفا بأن يلبي مطلبهم وإلا سيتقدمون للجهات الرسمية بشكوى اعتراض على ما سموه الخروج عن »السنة «في عدم كشف المرأة لوجهها أمام الرجال، وإلا فإنهم سيقاطعون الانتخابات . ووصف المعترضون بعض الموجودين ب»العلمنة «مبدين خشيتهم من أن تصبح الباحة طرفا في هدم كيان الوطن، كما حدث لأطراف دولة بني أمية،وأن الباحة ليست الرياض ولها خصوصيتها . وأمام إصرار لجنة الاشراف على الانتخابات على مواصلة ما عقدت الجمعية من أجله وهو التصويت خرج المعترضون وعددهم 17 عضوا وتمت عملية التصويت وتم جمع أجهزة التصويت ثم القت الدكتورة سعاد المانع كلمتها ارتجالا . وقد تدخل رجال الأمن لحفظ النظام داخل القاعة وتوجه المعترضون لأمير المنطقة واستمر البرنامج الانتخابي حسب الترتيب المعد له وبقيت المانع في مكانها؛ حيث انتهى التصويت بعد نصف ساعة . وأعلنت النتائج بفوز 8 مثقفين، 4 منهم من أعضاء المجلس السابق، واثنان من خارج المجلس، ووصلت امرأتان لعضوية المجلس، وقد صرح الحجيلان لوسائل الإعلام بأنه أشعر الأمير مشاري بن سعود أمير منطقة الباحة بما حدث وتم التفاهم حول الآلية التي قام عليها الانتخاب وفق اللائحة، وأن الأمور سارت في نصابها . وأكد الحجيلان أنه لم ينزعج من هذه التصرفات من البعض، واعتبرها ظاهرة، وإن كانت غير صحيحة إلا أنها تعطي بعدا آخرا للشفافية وقبول الرأي الآخر، وأن ذلك لم يؤثر على سير العملية الانتخابية وأن النتيجة قد أعلنت ولا يمكن الرجوع إلا بما يتفق مع نصوص اللائحة، وأن لهم الحق في تقديم اعتراضهم بالطريقة الرسمية . وأشار إلى أن الدكتورة المانع معينة من قبل وزير الثقافة والإعلام، وأنها قامة أكاديمية وفكرية لها مساهماتها المتميزة في أكثر من مجال . من جهتها، عبرت المانع عن صدمتها من الموقف بقولها :هذا يحدث لي لأول مرة في حياتي، مشيرة إلى تقدير الدولة وقادتها للمرأة وما منحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد االله مؤخرا من تمكينها من الانخراط في مجالات خدمية عدة يحتاجها الوطن، وكذا العضوية في مجلس الشورى والمجالس البلدية بل إنهم بمثل ذلك ينقصونها حقها في المشاركة ويثبطون هممها في خدمة الصالح العام، وقد تلقت اتصالا من أمير الباحة الذي وجه بتقديم جميع التسهيلات لترى الباحة وطبيعتها والتنمية العمرانية والسياحية فيها . من جهته، أكد حسن الزهراني، رئيس النادي، أن ما حدث يشكل سابقة في وجه الثقافة في الباحة وأنه وزملاءه أصيبوا بخيبة أمل لمثل هذه الاعتراضات من البعض، خاصة أن النادي قد نظم ملتقيات عربية ومحلية كان للمرأة فيها دور بارز ولم تجد من الوسط الاجتماعي ولا الثقافي ولا الرسمي إلا كل تأييد وتشجيع، مستنيرا بمواقف الملك عبد االله وتوجيهات الوزارة بتمكين المرأة من أداء رسالتها الثقافية وفق العادات والتقاليد المتبعة. واجتمع وكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان معمجلس الإدارة المنتخب بحضور أعضاء لجنة الإشراف على الانتخابات ووسائل الإعلام وأسفر الاقتراع السري عن اختيار حسن الزهراني رئيسا للنادي، والدكتور عبد االله غريب نائبا له، ومحمد زياد مسؤولا إدارياً ومسفر العدواني مسؤولا مالياً إلى جانب الأعضاء الستة الآخرين المنتخبين وهم صالح سعيد مديس ومحمد عبد االله آل فرج وغالية جمعان القلطي وأريج حنش الزهراني والدكتور ناصر علي قمش وعبد الرحمن معيض سابي .