حسن آل عامر - الوطن السعودية كلما وقفت ولو للحظات أمام أي قناة فضائية (عامة أو خاصة) تتبع إحدى الحكومات العربية التي تهتز الأرض تحت أقدامها منذ بدء ما يسمى ب"الربيع العربي" كلما وقفت ولو للحظات أمام أي قناة فضائية (عامة أو خاصة) تتبع إحدى الحكومات العربية التي تهتز الأرض تحت أقدامها منذ بدء ما يسمى ب"الربيع العربي" شعرت بمأساة من كُتب عليه أن يكون مقدم برامج تلفزيونية أو إذاعية في تلك المحطات، ولم أفطن إلا ولساني يلهج بحمد الله أنني لست في الموقف نفسه. فانطلاقا من قنوات تونس في عهد "ابن علي" إلى القنوات الفضائية المصرية في عهد مبارك ثم الليبية في عهد القذافي والقصة الشهيرة للمذيعة هالة المصراتي، والآن القنوات السورية وما يتبعها من جوقات تطبيل كبعض القنوات العراقية و"المنار" اللبنانية وبالطبع الأم "العالم" الإيرانية. يمارس مقدمو البرامج في هذه القنوات كل أنواع التزوير والترويج للقتل حتى وصل الأمر بأحمد شلاش وهو أحد البعثيين المؤيدين ل"بشار الأسد" إلى التعدي على الذات الإلهية وهو يشتم العرب في قناة "المنار" التابعة ل"حزب الله" اللبناني مما جعل المذيع يصاب بالحرج الشديد ويقول في محاولة لترميم الموقف "استغفر الله" والمقطع موجود على "اليوتيوب" ولا يمكن أن أجرؤ على نقل ما قاله هذا "العروبي العتيد". أما الهائم الآخر ب"بشار" فلم يجد أي حرج في قناة "الدنيا" السورية في دعوة "الزعيم الأوحد" إلى قتل كل المواطنين في سبيل بقاء الرئيس وحاشيته وهما بالطبع في نظر هذا "المناضل" سورية وبقية الشعب مجرد "عملاء" يجب سحقهم فورا مهما بلغ عدد الضحايا المدنيين كما جاء نصا في كلامه وهو كذلك موثق على "اليوتيوب". وفي الجانب الآخر تشهد القنوات الفضائية اليمنية التي تزايدت بشكل لافت في الأشهر الأخيرة صراعا مريرا وشتائم متبادلة بين مؤيدي صالح ومعارضيه لا أعرف أين ستنتهي؟ وكيف سيكون مصير مذيعي هذه القنوات بعد انتهاء الأزمة بأي شكل كان؟ حقيقة أشعر أن نار وحطب هذه الأزمات والصراعات هم الإعلاميون وخصوصا مقدمو البرامج الفضائية، فمن المعروف أن الكثير منهم سيقول وسيصور ويزور كل شيء حسب طلب العسكر "ورجله فوق رقبته"، ولا أدل على ذلك من الشهادات التي أدلى بها مصور سابق في قناة "الدنيا" السورية حيث كشف في حوار بثته "العربية" عن كيف يجبر على تصوير سلاح الجيش المطروح في الأرض على أنه سلاح "العصابات المسلحة"! وفي اعتقادي أنه بمجرد انتهاء اللعبة لن يكون أمام هؤلاء المذيعين للحفاظ على حياتهم سواء قول "قدر الله عليّ، وأصبحت مذيعا.. فالرحمة الرحمة".