المصائب لا تأتي فرادى.. قلت قبل سنوات إن رأس المواطن السعودي يتلقى ثلاث ضربات متتالية في مثل هذا الوقت من كل عام ضربتان في الرأس توجعان.. فكيف إن كانتا ثلاثا؟! أما الضربة الأولى فهي المصاريف المترتبة على قدوم شهر رمضان المبارك.. وأما الضربة الثانية فهي تلك الناتجة عن مصاريف عيد الفطر.. وأما الضربة الثالثة فهي العودة للمدارس وما يترتب عليها من مصاريف، وليل من الطلبات والشكليات لا ينتهي! غير منطقي الآن المطالبة بزيادة الرواتب سيما وأن الزيادة الأخيرة لم تمض عليها سوى خمسة أشهر.. لست اقتصاديا لكنني أدرك أن الزيادات المتتالية قد تشكل عبئا على الدولة على المدى الطويل.. ولذلك فالحل من وجهة نظري هو تقديم دعم سنوي مقطوع للمواطن، في هذا الوقت بالذات، بما يساعده على مواجهة هذه الأزمات المتتالية.. سواء للمنتسبين للضمان الاجتماعي أو للمواطنين عموما ممن يحملون الجنسية السعودية دون استثناء أو شرط.. المواطن في هذا الوقت من كل عام يتعرض لأزمة اقتصادية مرهقة.. وليس ثمة عجب؛ إن كانت الدول تتعرض لأزمات.. وتستنجد بدول أخرى لدعمها.. فكيف بالمواطن؟ المواطنون كالدول.. هناك دول تحتاج لمن يقف جوارها أثناء تعرضها للأزمات الاقتصادية.. ودولنا الخليجية اليوم هي أكثر من يدرك ذلك.. أوليس من المناسب أن يحظى المواطن هو الآخر بدعم سنوي مقطوع يواجه من خلاله هذه الأزمات التي تأتي دفعة واحدة؟ إنني أقترح سن هذه السنة الحسنة، طالما أن الدولة بخير.. وحينما تقل الموارد لا سمح الله يتم إيقاف الدعم مؤقتاً، والمواطن خير من يقدر ذلك، والتاريخ يشهد له قدرته الكبيرة وتفهمه لسياسة شد الأحزمة، التي نادت بها حكومتنا أثناء الأزمة الاقتصادية قبل سنوات.