لا تسلم المرأة السعودية من التطاول عليها من بعض الأصوات الوقحة مابين تارة وأخرى، إذ تجد أحدهم أن يقوم بشن حملة عليها من الخارج، من خلال التصريح أو التلميح، ومن هؤلاء من شبهها بكيس الزبالة وهذا معروف هدفه لأنه يتحرك خلف أجندة سياسية معادية للمملكة يتبناها حزبه (أي حزب الله) بعربدته، وتسويفه، وتزييفه للحقائق. لكن أن يكتب من بين ظهرانينا ومن إحدى صحفنا المحلية أحدهم مهينا المرأة السعودية بأنها «لا تلد إلا فئران» ولا تهدف إلا لتغريب المجتمع بعنوان عريض هو «حين تلد المرأة فأراً» ويموه بالتعميم على المرأة العربية محاولا أن لا يكون الكلام مباشرا عن المرأة السعودية وضدها، وهو يرى في مطالبتها بحقها في قيادة السيارة، أو الحصول على مقاعد في إدارة المجالس الأدبية، ما هو إلا وهم من الأوهام لتي تسعى إليها المرأة السعودية بالصراخ، ولا أدري ما هو الصراخ الذي يعنيه فهل رآها تطوف على «وانيت» مكشوف وتمسك مايكروفونا تزعق من خلاله للمطالبة بحقوقها، أم رآها تتعارك مع مجموعة من أشقائها من الرجال والنساء في حلقة خضار، أوفي حفلة للأفراح مثلا، أم أنه اعتبر ما تكتبه من موضوعات وآراء حول هذه الحقوق ودفاعها عنها صراخاً، وعويلاً، أم يريد من النساء السعوديات يمشين خلف خريطة الطريق التي رسمها هو وكتبها في مقالته الثانية، وهي خريطة تشبه خريطة الطريق التي رسمها السياسيون الإسرائيليون والأميركيون للفلسطينيين لكي تضيع حقوقهم وُتنسى، أو كتلك الخريطة التي رسمها المتشددون والمتطرفون عندنا للمرأة السعودية لكي لا تؤمن بحقوقها ولا تساء لهم عنها، ولكن هؤلاء الغلاة لهم أجندة سياسية يتحركون من خلالها ويموهون عنها بستار الدين حتى لا تزاحمهم في جميع مجالات الحياة، فما هي يا ترى الأجندة البراغماتية التي يتحرك من خلالها هذا الرجل ليكتب عنها بمثل هذه الجرأة القبيحة؟ لقد تطاول هذا على الدكتورة لمياء باعشن عندما ردت على مقالته فقال: «كل النساء في الوهم لمياء» وهو يقصد السعوديات بالذات بقوله: «كل النساء العربيات على الأغلب وليس تعميماً». وما كلمة عربيات إلا من باب المدارة حتى لا يكون الخطاب مباشراً بالتوجه للمرأة السعودية، لست بصدد الدفاع عن الدكتورة لمياء وهي الأطول قامة في فكرها، ومؤلفاتها، وإنجازاتها، وإن دافعت عنها فلا شبهة في ذالك فهي دافعت عن كل بنات بلادها وأنا هنا أكتب من منطلق نفس المبدأ، ولو كان هذا الرجل كتب هذا المقال عن نساء بلاده لوجدت ألف إعلامي من الكتاب، والمفكرين، والصحافيين، يردون عليه، ولوجدت أيضا آلاف النساء والرجال يرفعون عليه ألف دعوى في المحاكم، ولوجدت المئات من المحامين والمحاميات يتطوعون لرفع الدعاوى عليه، ولكن السعوديين سواء من الرجال أو النساء مسالمون ولو كانوا من العدائيين كما يقول لكان الآن في وضع مختلف يكره فيه الساعة التي كتب فيها مقالته، ولكن كما أسلفت لأننا من المسالمين متخذين من قول الشاعر الذي يقول: إذا نطق السفيه فلا تجبه/ فخير من إجابته السكوت. وأظن أن هذا الشعار لم يعد الآن مناسبا مع بعض المتطاولين الذين ينظرون إلينا من عل حتى وإن اتهمونا بالعنصرية التي لا تُرى في هجومهم علينا! وأصبحوا يهاجموننا دون مبرر يستندون عليه إلا سكوتنا، نحن نحترم الآخرين من المثقفين من إخواننا العرب الذين يعيشون في بلادنا ويعملون فيها ولم نجد منهم إلا كل تقدير، واحترام، بل مساندة للمثقفة السعودية.