قصة (أم طلال) التي عرضها الكاتب صالح الطريقي في صحيفة عكاظ عدد يوم الأربعاء رقم 15946 تحمل في طياتها خصوصيتنا المتميزة، وثقافتنا الذكورية حد الألم في التعامل مع قضايا المرأة وإلا فمن له الحق في تفويت فرصة تدريبية على مجموعة من النسوة رأت واحدة منهن أن وجود حاجز بين النساء والرجال مع حفاظهن على حجابهن نوع من الاختلاط!! وتتوالى أحداث القصة التي تنتمي إلى جنس الكوميديا السوداء بعد ذلك! لتبدأ الضغوط على هؤلاء النسوة بعد رفضهن الانتقال إلى (الحرملك) أقصد الحجز النسائي المخصص لقوى الشر!! كما عبرت أم طلال لتبدأ الضغوط الرجالية من قبل إدارة الفندق المستضيف للدورة بقطع مكبر الصوت (المايكروفون) لإجبارهن على الخروج من القاعة، فتبدأ المبادرات النسائية بأن تقدم إحداهن مايكروفونا بديلا للدكتور المحاضر (وتصفق لها جميع النساء) لاحظوا أن المبادرة نسائية والتشجيع نسائي ويسقط وبامتياز عنصر أساسي في القصة أين هو عليكم أن تخمنوا!! وتصل الحبكة السوداء إلى ذروتها عندما (جاء موظف آخر وقطع التدريب وطلب منا الخروج) هكذا وبكل صفاقة، وذكورية مقيتة، وبدون اعتبار لكرامتهن أو احترام لعقولهن يتم طردهن من دورة (القيادة المتميزة) وبكل أسف كانت متميزة في الإسفاف من دور المرأة واحترام رأيها! فعلى أي أساس نتشدق بأننا نحترم المرأة ونحن نطردها من دورة تدريبية لأنها طالبت بحقوقها المتعارضة مع مرئيات وتوجهات امرأة واحدة أو مجتمع مازال يرى فيها سلاحا شيطانيا سريع الفتك؟ ولماذا كان رأي واحدة هو الفيصل والحسم ضد مجموعة وأغلبية لا ترى ذلك؟! ونختتم تلك المهزلة بمشهد درامي طبيعي جدا من رجالنا الأشاوس عندما (أخد الرجال مقاعد النساء وكأنهم خشب مسندة) في رأي المتواضع يا أم طلال أن الخشب يستفاد منه أكثر!! القصة تحمل في طياتها دلالات عميقة مؤلمة تعيد المرأة إلى المربع الأول ونحن ننادي بالإصلاح ومحاولة خلق صورة متوازنة في التعاطي والتطبيق مع نظرة الإسلام الكريمة للمرأة وبين عادات وتقاليد طبعتنا بتلك الصورة الرجعية الصادمة ضد المرأة! السؤال المحزن المبكي: ما هو رد من يصم أذاننا ليلا ونهارا في المحافظة على الدرة المكنونة والجوهرة المصونة، من طرد مجموعة من النسوة من دورة (القيادة المتميزة) للأسف؟! [email protected]