ستظل شخصية وسيرة النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم فوق كل القياسات البشرية وأبعد من أن تخضع للمقاربات والتقريب أو أن يضعها أحد للإخضاع التحليلي أو تفسيرات النظرية النفسية والاجتماعية، ألم يقل الله عز وجل في علاه عنه: "ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك". ألم يقل فيه: "وإنك لعلى خلق عظيم". ألم يقل المصطفى عن نفسه وهو لا ينطق عن الهوى: "أدبني ربي فأحسن تأديبي". أسوق الحقائق الثابتة بعاليه، لأنني لم أقرأ اعتذاراً واضحاً صريحاً من الشخص الذي حاول أن يخضع زيجات النبي الكريم من أمهات المؤمنين خديجة وعائشة لمقاربات النظرية النفسية، مثلما لم أقرأ أو أستمع إلى ردة فعل تذب عن هذا الإسقاط الذي لم يقل مثله من قبل أحد في كل أدبيات التأريخ للسيرة النبوية. وفي المقابل، تخيلوا لو أن أحداً من الكتاب أو المثقفين الذين يدخلون عادة في قلب تصنيفنا البغيض قال بعشر أو ربع ما وصفه أحدهم عن شخصية المصطفى في مجرد كلمتين يستعيب قلمي أن يعيد كتابتها هنا إكراماً لسيد الخلق ورائد الحق. ماذا ستكون ردة الفعل؟ أليس النبي الكريم هو النبي الذي نعتبر الذود عنه فريضة بغض النظر عن من يكون صاحب الاجتهاد في الإسقاط والوصف؟ ألا يكون هذا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم فوق أي كبرياء من الاعتذار وفوق أي عناد من الرجوع إلى درب الفضيلة. وبزعمي أن مثل هذا الإسقاط النفسي على شخص النبي الكريم لا يقل شيئاً عن ما قاله المتطرف الهولندي خيرت فيلدز وربما، أكثر من هذا، فإن ما قاله عضو البرلمان الهولندي كان يمس منهجاً أكثر من مساسه بصورة وتوصيف الشخصية ونحن نعرف أن الاقتراب من تقريع المنهج النبوي هو ديدن أعداء هذا الدين الذي نرفضه ولكننا لا نستغربه.