عبدالعزيز حمد العويشق - الوطن السعودية أكتب اليوم عن عدد من المتشددين الأمريكان ممن يعملون بشكل مستمر وحثيث لمحاربة الإسلام ونشر الكراهية ضد المسلمين، وينبغي أن نكون واعين بجهودهم وأن نعمل على كشف خزعبلاتهم ومقارعتها في أمريكا نفسها. وإحدى الطرق الفعالة للقيام بذلك هي مساعدة المؤسسات الأمريكية الإسلامية على الرد على تخرصات هؤلاء المتشددين. ولكن يجب ألا نقف هنا، فمؤسسات المسلمين في أمريكا ضعيفة بمجملها ومهمشة، مما يتطلب التواصل مع الجمعيات والمؤسسات الأمريكية غير الإسلامية، وهي منظمات ذات إمكانيات أكبر، وتقوم بمراقب أنشطة المتشددين المعادين للإسلام، وتعمل على تحييدهم، خاصة حين يتعلق الأمر بالهجوم على الأقلية المسلمة في أمريكا، والنشاط المنهجي الموجه ضد المسلمين ومعتقداتهم، وهذه الجمعيات أكثر قدرة من غيرها على محاربة التشدد والعنصرية التي يروج لها المتطرفون ضد المسلمين. وأخص بالذكر اليوم مركزاً يُعد من أفضل وأهم المؤسسات الأمريكية في محاربة التمييز وكشف العنصرية وممارسيها في أمريكا، وذلكم هو المركز القانوني الجنوبي للفقر، وهو مركز أنشأه المحاميان الحقوقيان موريس ديس وجوزيف ليفين في عام 1971 في ولاية ألاباما، وله فروع في عدد من الولاياتالجنوبية. وكما يدل اسمه نشأ كمركز لتقديم الدعم للأقليات في جنوبالولاياتالمتحدة، وهي المنطقة التي عانت تاريخياً من التمييز العنصري الممنهج ضد السود، وقد نجح المركز نجاحاً باهراً في محاربة المنظمات العنصرية المعادية للسود، وحصد الكثير من جوائز التقدير والإعجاب. وقد أولى المركز اهتمامه مؤخراً لمحاربة العداء ضد المسلمين، وذلك تطور إيجابي للغاية، ولتحقيق ذلك قام بمتابعة بعض الأفراد الخطرين والمؤسسات المعادية للإسلام والمسلمين هناك، ونشر تقارير مفصلة عنهم. ووفقاً لتقارير المركز فإن الشخصيات العشر التالية هي أكثر الشخصيات المتشددة تطرفاً في تشويه سمعة الإسلام والمسلمين: 1 بيل فرنش، وهو أستاذ جامعي سابق (فيزياء) ويرأس حالياً "مركز دراسة الإسلام السياسي" في مدينة ناشفيل (ولاية تينيسي)، وعلى الرغم من أنه لم يدرس القانون أو الشريعة أو الدراسات الإسلامية؛ إلا أن ذلك لم يمنعه من إصدار تقارير بل كتاب كامل لانتقاد الشريعة. 2 بريجيت جبرييل، وترأس "المجلس الأمريكي للحقيقة". وتوزع بريجيت لواذع هجومها بين المسلمين و"حلفائهم" من الليبراليين والعلمانيين ومنظمات الحقوق السياسية على حد قولها. 3 ديفيد جوباتز، ويرأس "جمعية الأمريكيين من أجل البقاء الوطني"، وقد كتب عما يسميه بالمافيا الإسلامية، ويُتهم جوباتز بالتجنيد بهدف اختراق المنظمات المناصرة للمسلمين وتشويه سمعتها واتهامها بنشر الإرهاب. 4 باميلا غلر، وهي الرئيس التنفيذي لمؤسسة تسمي نفسها "أوقفوا أسلمة أمريكا". 5 ديفيد هوروفيتز، صاحب "مجلة الصفحة الأولى". وكان ديفيد ماركسياً قبل تحوله إلى أقصى اليمين وتخصصه في محاربة الإسلام. 6 جون جوزيف جاي، صاحب موقع "وطنيٌّ في الصيف، جنديٌّ في الشتاء"، وكان قبل تفرغه لمحاربة الإسلام وكراهية المسلمين محامياً ونائباً عاماً. 7 تيري جونز، "القس" الذي اشتهر بحرقه نسخة من المصحف الشريف، وهو من مدينة جينزفيل في ولاية فلوريدا. وقد سبق أن كتبتُ في "الوطن" عن هذا المتشدد الذي تبرأ منه العقلاء في الولاياتالمتحدة، وأدانته جميع المؤسسات الدينية الرئيسية، ونبذه أهل مدينته ودينه ومذهبه. 8 ديبي شلوسل، وهي كاتبة رأي شبه متخصصة في محاربة المسلمين ووصفهم بأبشع الصفات، وبشكل عام تنطلق في هجومها على المسلمين من منظور إسرائيلي متطرف. 9 روبرت سبنسر، يدير موقع "مراقبة الجهاد" ويعمل مع عدد من الأشخاص الذين ذكرتهم آنفاً (خاصة هوروفيتز وباميلا جلر) في عدد من المؤسسات التي تتخصص في مهاجمة الإسلام والمسلمين. 10 ديفيد يروشاليمي، أحد مؤسسي حركة "أوقفوا المدرسة"، وتتخصص في الدعاية ضد المدارس الإسلامية في الدول الإسلامية، ويعتبرها مراكز لتخريج الجهاديين المعادين للغرب. ولم تتضمن القائمة عدداً من الكتاب المعروفين والصحف وأعضاء الكونجرس، الذين لا يخفون عداءهم للإسلام، وإن كانوا حريصين على إخفاء كراهيتهم للمسلمين، ويغلفون ذلك بالكثير من الديبلوماسية، لتفادي طائلة النقد والنبذ الاجتماعي في حال كانوا عنصريين علناً. واقتصرت هذه القائمة على النشطين المجاهرين بكراهيتم للإسلام والمسلمين. ومهما يكن عدد المعادين للإسلام والمسلمين في أمريكا؛ فإنهم لا يشكلون سوى أقلية قليلة، ومع ذلك وبسبب تصرفات هؤلاء الأفراد والمجموعات الهامشية في أمريكا، فإن بعض المسلمين يبالغ في الحديث عن مؤامرة ضد الإسلام هناك، ويستشهدون بأقوال المتشددين المعادية للإسلام، أو ببعض الأحداث المعزولة. وفي غمرة الفزع والاستنكار لما يقوم به المتشددون في نشر كراهيتهم للإسلام وعنصريتهم ضد المسلمين، ننسى الأغلبية الصامتة التي ترفض التطرف والكراهية والتعصب، وننسى الآلاف من النشطاء الأمريكيين الذين يدافعون عن المسلمين وقضاياهم، ويضحون بأنفسهم وأموالهم في هذا السبيل. ينبغي أن نتذكر أنها لا تزر وازرة وزر أخرى، وأن التعميم هو بالضبط ما يقوم به أعداء الإسلام الذين يستشهدون ببعض الأعمال التي يقوم بها السفهاء والمتطرفون لدينا، لكي يصموا الإسلام والمسلمين بما هم منه براء.