طالب عدد من الجمعيات والاتحادات الإسلامية بإيطاليا أمس, السياسيين الإيطاليين والأوروبيين على السواء باقتفاء أثر الرئيس الأمريكي أوباما في احترامه للإسلام ودخوله في حوار حقيقي مع مسلمي الولاياتالمتحدة والعالم. وأضافت هذه الجمعيات مشيرة إلى مبادرات الرئيس الأمريكي الأخيرة المتعلقة بالحوار بين الغرب والإسلام, أن الحل الوحيد أمام إيطاليا وأوروبا لتفادي الدخول في صراع مع الإسلام هو احترام جالياته وتمكينها من حق الممارسة الدينية حسب ما تنص عليه الدساتير الأوروبية. و في السياق نفسه كان محمد جان بييرو، و هو رئيس جمعية المثقفين المسلمين ومستشار لجنة الشؤون الدستورية بمجلس الشيوخ الإيطالي، قد دعا السياسيين الإيطاليين إلى الاستماع إلى كلمة الرئيس الأمريكي حول حرية الأديان التي القاها في حفل الإفطار مع عدد من مسلمي الولاياتالمتحدة. وقال إن كلمة الرئيس أوباما حول بناء مسجد في موقع أحداث 11 من سبتمبر جروند زيرو توضح حسب رأيه سلوك الطبقة السياسية الذي ينبغي أن يكون على أساس الحقوق الأساسية. وأضاف: " نحن كثيرا ما ننسى أن الحرية الدينية أحد حقوق الإنسان، وعليها يبنى صرح الحرية والديموقراطية " . وأكد أن رئيس الولاياتالمتحدة أظهر قناعته أن سياسة المواجهة والصراع بين الأديان والثقافات ليست سوى لعبة المتشددين، موضحا أن أفضل وسيلة لمحاربة التطرف هي الدفاع عن حقوق الأديان والإسلام على وجه الخصوص. وأشار المسؤول الإيطالي بمجلس الشيوخ إلى أن بإيطاليا وأوروبا موجة من الكراهية ضد الإسلام غير مسبوقة, مطالبا بوقفها بعد تأكيده أنها لا تصب في مصلحته و مصلحة الأوروبيين والغربيين بصفة عامة. إلى ذلك أعلنت الحكومة الهولندية مشاركتها في تمويل بناء المركز الإسلامي الجديد في نيويورك ، والذي سيقام بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي السابق، والذي كان ضحية عمليات إرهابية في 11 سبتمبر 2001 . وستقدم الحكومة الهولندية مليون يورو للإسهام في إنشاء قسم خاص بالمرأة في المركز، وذلك بالتعاون مع مؤسسة تنمية المسلمين بأمريكا، وتهدف الحكومة الهولندية بهذا الإجراء إلى إثبات حسن نواياها لتقريب الفجوة مع المسلمين، وذلك بعد التداعيات الخطيرة التي خلفتها أحداث سبتمبر بين المسلمين والغرب. ويتسبب المركز الإسلامي في نيويورك في إثارة الجدل والاعتراضات من المعادين للإسلام في أمريكا والدول الأوروبية، والذين يرون أن إقامة هذا المركز وكذلك بناء مسجد بالقرب من موقع الأحداث الإرهابية الدامية إنما يعد تعمدا لفتح الجرح الأمريكي تجاه المسلمين، ونوعا من التحدى لذكرى الضحايا. وفي سياق متصل أكد زعيم اليمين المتطرف الهولندي جريت فيلدرز والمعروف بعدائه الشديد للإسلام أنه سيشارك في المظاهرات الغاضبة والمعادية لإقامة المركز والمسجد في نيويورك، زاعما أن الأيديولوجية التي تسببت في وقوع هذا العمل الإرهابي لا يجب تكريسها بإقامة ما يشبه النصب التذكاري الإسلامي بجانب موقع الضحايا.