نشرت إحدى الصحف الإلكترونية «التي تقول عن نفسها: إنها حصدت المركز الثالث لأكثر الصحف السعودية انتشارا» خبرا يمكن من خلاله كشف ما الذي يعنيه حين نقول: «المتاجرة بالدين». الخبر المصحوب بلقطات «يوتيوبية» يتحدث عن شركة أسترالية متخصصة في الذبح على الطريقة الإسلامية عرضت فيديو حول طريقة الذبح تظهر من خلاله أنه بذكر الله تطمئن قلوب الماشية، وتستسلم للذبح. ويعلق «أحد مديري الشركة الأسترالية»: إنه وبمجرد ذكر الله تهدأ الماشية وتستسلم بكل ثقة لصاحبها، عكس ما يدعيه الغرب بقولهم إن الذبح ليس رحيما، ويعتبرون صعق الأغنام قبل ذبحها هو الأرحم لعدم شعورها بالألم. هذا الخبر دليل واضح على ما الذي نعنيه حين نقول «المتاجرة بالدين». لست أدري هل الصحيفة الإلكترونية أخذت قيمة الإعلان هذا من باب أن مثل هذه الأخبار تسمى إعلاميا «إعلانا تحريريا» وهو أغلى سعرا من الإعلانات العادية، لأن الصحف تمرر الدعاية على أنه خبر، فيبدو أكثر مصداقية، أم أن العاملين بالصحيفة الإلكترونية لا دخل لهم في الإعلام، فنشروا الخبر دون أن ينتبهوا أنه إعلان للشركة الأسترالية غير مدفوع الثمن؟ أعود للخبر وللردود التي كانت تهلل وتكبر فرحا وطربا؛ لأسأل: أليس لدينا تجاربنا في هذا الأمر، فالمسلمون يذبحون بعيد الأضحى فقط ملايين المواشي، ويعرفون أن ما يحدث عمليا عند الذبح لا يشبه ما عرض في الفيديو بهذه الطريقة الساذجة لتروج الشركة بضاعتها باسم الدين؟ ومن المؤكد أننا لو سألنا أولئك الذين ردوا وهللوا وطربوا على الخبر: هل حدث لكم عمليا ما شاهدتموه بالفيديو؟ سيؤكد الكثير أن هذا لم يحدث لهم، فهل يعني هذا أن الأسترالي الذي قام بالعرض أقوى إيمانا منهم، مع أن الخبر لا يتحدث عن صاحب العرض هل هو مسلم أم لا؟ والسؤال الأهم في هذه التجارة الدينية: هل نحتاج إلى خروف ليؤكد لنا صحة عقيدتنا؟