"الكتاب باين من عنوانه"، ومهما بلغ ابن يوسف القرضاوي عبدالرحمن من العلم والثقافة؛ فإنه لم يستطع أن يتمالك نفسه قبل أسابيع حين قيل عنه في مقدمة برنامج "القاهرة اليوم" إنه (مصري قطري)، أي مصري الجنسية قطري الهوى. ولأن الأدب والشعر والصحافة وما خفي من مواهب متعددة لم نعرفها، خرج القرضاوي عبدالرحمن بلسان طويل تطاول فيه على العاملين خلف الكواليس. المضحك أنه لا يختلف عن سلوك بعض الضيوف الدائمين لدينا في القنوات الفضائية حين يستعرضون بأنفسهم دون سؤال، فالقرضاوي بدأ يعدد مواهبه، ويقول إنه صحفي ويعرف الصحافة، وإن التقرير "سخيف"، ثم بدأ ب"الفشخرة" بعدد زوار موقعه على الإنترنت. تخيلوا أنكم خلف الكواليس، تعملون ليل نهار، ثم تستضيفون شخصية لها جمهورها، وفجأة تبدأ هذه الشخصية بكيل الشتائم لكم على الهواء مباشرة! وتخيلوا أنه على قول أشقائنا المصريين هناك (عيِّل صغيّر) في عالم الصحافة المتسارع نمواً ومعرفياً وأسلوباً ويأتي ليعرض قدرته على تدريبكم وأنتم خلف الكواليس؛ ساخراً بقدراتكم وخبراتكم؟ هذا ما فعله القرضاوي عبدالرحمن في برنامج القاهرة اليوم. ورغم أنني أعاني من عسر في الهضم وأنا أشاهد "عمرو أديب" إلا أنني أعجبت به حين طلب من القرضاوي عدم التعرض للمعدين والقائمين على البرنامج.. وكان الشاب الشاعر الأديب الصحفي رأس الحربة المصري القطري يتوقع أنه (غالي حبتين) عند عمرو أديب الذي قال له: "تفضل..انتا عاوز تمشي امشي".. أخطر مساحة متاحة هي على "الهواء مباشرة" حين يقوم بعض الطائشين بمحاولة صنع بطولات فردية لا يوجد فيها أدنى احترام للمشاهد الذي منح جزءًا من وقته لهم. حرية التعبير شيء مطلوب، ولكن المساحات المهمة يجب أن تمنح لمن يستحقها.. والمظهر الخادع أحياناً هو ما يجعل أمثال عبدالرحمن القرضاوي يخرجون جوهرهم الحقيقي. ولكن "الشرهة مش عليه.."