** بمقتل (أسامة بن لادن) .. وتنصيب الدكتور أيمن الظواهري زعيماً للقاعدة.. يعود نشاط القاعدة إلى الداخل العربي بصورة أكبر من السابق.. لسببين اثنين هما : - أولاً : أن أيمن الظواهري .. هو صاحب نظرية ( اقتل.. ذنب الأفعى.. تستقيم لك الأمور).. - ثانياً: أن من كان يرفع شعار (اقتل رأس الأفعى) قد اختفى بمقتل (ابن لادن).. ** وكما هو معروف .. فإن كلاً من (ابن لادن) و(الظواهري) كانا مختلفين في أيهما الأوْلى بالتركيز عليه.. رأس الأفعى.. ويقصدون بذلك أمريكا والغرب.. أم ذيل الأفعى ويقصدون بذلك المملكة وبقية الدول العربية .. مثل مصر.. واليمن.. والصومال.. والعراق.. والمغرب وسواها.. ** فقد كان (الظواهري) مع فكرة تركيز جهود القاعدة على المنطقة العربية ومن خلال استهدافها.. فإن مصالح الغرب كله ستتضرر وبالتالي تكون القاعدة قد أصابت رأس الأفعى من خلال قتل ذيله.. كما هو وصفه.. ** في الوقت الذي كان (ابن لادن) يرى أن التركيز على أمريكا وسائر الدول الغربية وضربها في مقتل.. يسهل مهمة القاعدة في ضرب الأنظمة العربية في مقتل.. وتسلم مهام الحكم فيها بسهولة.. وهي النظرية التي انتصرت أخيراً.. وتحديداً بضرب برج التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر 2001م.. وما سبقه أو رافقه أو تبعه من أعمال إرهابية كُشف عن بعضها ونفذ البعض الآخر في إطار هجمات القاعدة على محطات القطارات وطرق النقل والمواصلات في لندن وواشنطن وروما.. وغيرها.. ** لكن الفكرة لم تستقر على هذه الحال.. بل استطاع (الظواهري) أن يقنع اسامة بن لادن.. بإمكانية المزاوجة بين النظريتين.. وذلك بالضرب هنا وهناك.. فكان أن وجدت القاعدة في اليمن بيئة خصبة.. وفي الصومال أرضية مناسبة .. للعمل بحرية أكبر لاسيما في ظل زيادة معدل الرقابة لممارسات القاعدة في أوربا وأمريكا.. وإن وقعت بعض الأحداث الفردية فيهما بدرجات متفاوتة في التأثير.. ** غير أن نجاح المملكة ومصر العربية في تطهير بلديهما من الارهاب والارهابيين وقضائهما على خلاياها النائمة.. دفع القاعدة إلى البحث عن مناصرين لها في المنطقة.. ** ولا أدري مدى صحة المعلومات التي تسربت مؤخراً وقالت إن النظام في اليمن قد تحالف مع القاعدة الموجودة على أراضيه لضرب خصومه.. ** كما أنني لا أستطيع أن أجزم بقوة على مدى صحة المعلومات التي تقول إن القاعدة استطاعت أن تقنع النظام الإيراني بالتحالف معها بالرغم من الخلافات الأيدلوجية العميقة بينهما.. وإن هذا التحالف قد ظهر في أكثر من موقع.. وكان وراء أكثر من إشكالية داخل بلدان عربية معينة.. ** وخلاصة ما أريد قوله هو أن (الظواهري) وقد صار الآن الحاكم بأمره.. فإنه لن يتأخر طويلاً عن تركيز عمل القاعدة على المنطقة العربية.. ليس فقط انطلاقاً من اليمن والصومال.. وإنما بإحياء خلاياه المقتولة وليس النائمة في العديد من البلدان العربية ونحن منها.. وإنه سوف يُنشَّط سياسة الاستقطاب للشباب ، ويتوسع في إقامة العديد من معسكرات التدريب في داخل منطقتنا العربية.. لأن الظواهري بات أكثر قناعة بنظريته الآن أكثر من أي وقت مضى.. وبالذات في ظل الأجواء الأمنية والسياسية السائدة في أكثر من دولة عربية.. وفي ظل التوقعات لما سيكون عليه المستقبل أيضاً.. ** فهل ندرك هذه الحقيقة.. ونعمل بسرعة على تطوير قدراتنا وتوجيه معظم إمكاناتنا في هذا الاتجاه لحرمان القاعدة من استثمار الأوضاع العربية الراهنة والتمدد في أكثر من اتجاه ..؟ ** ذلك ما أتمناه.. وأؤكد على أنه يُعتبر في مقدمة أولويات أجندات الرجل : نصرنا الله عليه.. *** ضمير مستتر **(تستطيع أن تقتل عدوك الصريح وتنتصر عليه.. لكنك لا تستطيع أن تواجه الخونة والعملاء الضّالين إذا كانوا جزءاً منك ويعملون لحساب خصمك).