قبل ثلاث سنوات، وحين بدأتْ أعمال حفر طريق الملك عبدالله، كنا نقول: - يا حنا نبي نحوس حوس!! وفعلاً، كان الحوس شديداً. تغيرت خارطة مشاويرنا تماماً، وزاد الوقت الذي كنا نقضيه، وزادت المشقة. ظللنا ثلاث سنوات على هذا الحال، إلى أن صار أمراً طبيعياً، وكنا على استعداد أن نواصل الصبر وتحمل المشاق، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً. ودون سابق إنذار، جاءت بشائر افتتاح 4 أجزاء من هذا المشروع العملاق. وكنت سأتريث قبل أن أتوجه لموقع المشروع، لكنني لم أستطع الصبر. ترددت، هل أبدأه من نهايته الغربية، أم من الدائري الشرقي. كنت خائفاً ألا يكون الإنجاز بحجم التوقعات وبحجم الصبر وفي النهاية حسمت الأمر، وقدت سيارتي على الدائري الشرقي متوجهاً إلى مخرج 13، ثم يميناً إلى كوبري الخليج، وصولاً إلى شارع الملك خالد ثم إلى مخرج جامعة الملك سعود، الذي هو بداية طريق الملك عبدالله من جهة الغرب. بدأت المشوار بتقاطع تركي الأول، ثم تقاطع التخصصي، ثم تقاطع الملك فهد، ثم تقاطع العليا، ثم تقاطع الملك عبدالعزيز. أنفاق على درجة عالية من الفخامة، لا تستغرق فيها إذا كنت تقود سيارتك بسرعة 70 كلم في الساعة!!! إلا حوالي عشر دقائق. والأهم من ذلك، تلك التصاميم المعتمدة على حجر الرياض التي تجعلك داخل عمل هندسي منتمٍ للبيئة. أتخيل من الآن روعة هذا الطريق وخدماته الجليلة، عندما ينتهي بالكامل.