الزمان: فصل الصيف.. المكان: جازان .. منطقة تصل فيها درجة الحرارة حدها الأقصى.. التوقيت: الجمعة.. اليوم السابق لبدء الاختبارات النهائية.. الحدث: انقطاع الكهرباء عن عشر محافظات.. أرجو أولا أن تركزوا على أن الانقطاع لم يكن في حي داخل مدينة أو مدينة في محافظة، وإنما في عشر من محافظات المنطقة الثلاث عشرة، أي ما يقارب ثلاثة أرباع المنطقة.. عشر محافظات، بكل مرافقها وخدماتها، تصاب بالشلل دفعة واحدة، والسبب كما نقلته «عكاظ» عن مدير الكهرباء في المنطقة هو : «عطل في محطة التوليد المركزية أدى إلى نقص الطاقة، وجار إعادة الخدمة».. هل استجد شيء في هذا التبرير عما نسمعه من تبريرات سابقة؟؟.. حتما لا.. المشكلة نفس المشكلة، والتبريرات هي ذات التبريرات.. وما دام الحال يسير من سيئ إلى أسوأ كل عام يكون السؤال الملتهب على لسان كل مواطن: ماذا تفعلون يا أصحاب الكراسي والمسؤوليات في شركة الكهرباء؟؟.. بل ماذا تفعلين يا وزارة الكهرباء، ولماذا أنت موجودة؟؟.. قبل سنوات كنت أسمي الكهرباء في منطقة جازان «قهرباء» لكثرة ما يعانيه الناس منها، لكن بعد أن تفشت الظاهرة في كل المناطق يصح أن نعمم هذه التسمية دون أدنى شعور بالمبالغة أو التجني على شركة الكهرباء.. لم يستجد شيء سوى توسع نطاق المشكلة واستفحالها، وتصريحات المسؤولين المتناقضة المؤلمة المضحكة مع بداية كل صيف خلال السنوات الأخيرة.. مسؤول يؤكد بصيغة مجانية عبثية أن هذا الصيف سيكون نهاية المشكلة.. ومسؤول آخر يقول إن انقطاع الكهرباء يحدث في كل دول العالم فلماذا تزعجونا.. بينما يتبرع مسؤول ثالث بتعريفنا بتخلفنا وسوء استخدامنا للكهرباء وتوعيتنا بضرورة الترشيد.. أرجوكم أن تبحثوا معي في سجل أحداثنا التأريخية، هل انقطعت الكهرباء عن عشر محافظات في منطقة واحدة وفي توقيت واحد؟؟.. إذا لم نجد حادثة مماثلة أو حتى قريبة منها فإننا نتقدم بالرجاء إلى كل المرجعيات المعنية بحفظ التأريخ لتوثيق هذه الحادثة (الإنجاز).. هذه الحادثة تجعلنا نستعير مفردات «قذافية» لنقول لشركة الكهرباء: إلى الأمام.. إلى الأمام.. أيتها الشركة العظيمة.. لاحقي المواطن، دار دار، حي حي، مدينة مدينة، محافظة محافظة، منطقة منطقة..