الأسبوع الماضي، كشف الإعلام عن واحدة من أبشع الجرائم التي تمت بحق الأطفال في السعودية. فقد ذكرت جريدة الوطن أنه تم القبض على مشتبه به قام باغتصاب طفلة وتعرفت على أدوات خاصة به، وأنه قد كرر جريمة الاغتصاب بحق ثلاث عشرة قاصرة، وبحسب الخبر المنشور: كشف مصدر في شرطة جدة أن طفلة اختطفت من أمام إحدى الاستراحات في حي الأجاويد الخميس الماضي وأطلق سراحها في اليوم التالي، تمثل الضحية رقم 13 ضمن قضية خطف واغتصاب قاصرات؛ أدلت بمواصفات البيت الذي احتجزت فيه، مما مكن الشرطة من التوصل للمشتبه به، حيث تعرفت الضحية على المقتنيات التي شاهدتها فترة اختطافها، ومنها الشيشة والسجادة، كما تعرفت على ملامحه. هذه القضية ليست جديدة أبداً على المجتمع السعودي، وهي ترتبط ارتباطاً مباشراً بقضية التحرش بالأطفال والتي لم تأخذ حقها التوعوي جيداً، فبحسب دراسة علمية أعدها د. علي الزهراني الحاصل على درجة الدكتوراه في «سوء معاملة الأطفال والمراهقين» ان 22.7% من أطفال المملكة يتعرضون لسوء المعاملة الجنسية، وأن 62.1% من الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش الجنسي رفضوا الإفصاح عن الأشخاص الذين أساءوا لهم، مما يجعلنا بصدد مشكلةً حقيقية، لأن الشخص الذي يتم التحرش به أو تعرض للاغتصاب سيتحول لضحية تفترسها الأمراض النفسية لاحقاً. التعامل مع كلمة «تحرش» يبدو ثقيلاً على المجتمع المحافظ، لكن الوقت قد حان للبدء للانتقال لتوعية شريحة الأطفال بعمل حلقات تثقيفية لهم بالمدارس والمجتمعات التعليمية المفتوحة عن أساليب التحرش، سلوك المتحرشين، كيفية الدفاع عن النفس، وما هي السلوكيات التي تندرج تحت ذلك.