لم يكن هناك ما يستاهل الكتابة رغم ان الصحافة ونحن منشغلون في قضية منال ونطاقات وزير العمل الذي حل على المنطقة الأسبوع الماضي وفجر استكمال برنامج نطاقات الشركات والسعودة. لم يكن هناك ما يستاهل الكتابة رغم قضية مثل قيادة المرأة للسيارة مهم الوقوف عندها، الا انها ليست اهم القضايا، فقد كبرنا ونحن نسمع بها، قضية تجاوزتها قضايا اجتماعية عديدة، وملفات معيشية ووظيفية أعقد للجنسين، ورغم أهمية هذه القضية ومنال، الا ان هناك قضايا وقضايا عديدة. أدخل في الوزير أولا، وكنت قد التقيت به لأول مرة في أول زيارة له للمنطقة بدعوة من الصديق سلمان الجشي مع عدد من رجال أعمال المنطقة، كان الوزير وقتها مطمئنا لنجاح مشروعه ونطاقاته، الا ان ردود شرح الوزير لمشروعه في غرفة الشرقية الثلاثاء الماضي والتي وصلت من رجال الأعمال بعد اجتماعه جعلتني أتساءل لماذا يضيق الوزير ممن جلس معهم واكتسب الخبرة في ظل وجود 8 ملايين وافد منهم مليونان ونصف فقط مسجلون في التأمينات فقط، والباقي لا نعرف عنهم شيئا؟. أهم من منال والوزير قضايا عديدة وكبيرة تواجهنا، ودوما ما نحول هذه القضايا الى صخب وغوغائية تنتهي بمجرد انتهاء الحدث، لنغلق الملف ونفتح ملفا آخر، هاهي قضية منال اختفت من الصحافة وتوتير، وهاهي نطاقات معاليه يكاد الجدل حولها ان يختفي، هل فعلنا شيئ لحلها؟ لم نفعل شيئا ولن نفعل عدا تسطيحها وتمديدها. ما بعد منال والوزير نحن والمستقبل ما بعد النفط، هل سيتحدث الجيل القادم عن امرأة ستقود سيارة وعن عمالة ومقيمين بعد خمسين عاما؟ كنت أتمنى دوما ألا نصل الى نموذج دولة خليجية قريبة في تناول قضايا تهم الشأن العام، ففي كل يوم معركة لديهم منذ السبعينات، والمجتمع هو المجتمع لم يتقدم فيه شيئ ، بل سقط في وحل السياسة وتخلف الإنتاج. ما بعد منال والوزير نحن والمستقبل ما بعد النفط، هل سيتحدث الجيل القادم عن امرأة ستقود سيارة وعن عمالة ومقيمين بعد خمسين عاما؟، هي الأسئلة المشروعة اذن في الهواء الطلق، وهل هناك وزارة للعمل اذ لم يوجد عمل أصلا؟ نحن شعب يملك الإمكانيات، الا اننا لا نملك الطموح، اعرف ان قضية منال ملحة وقضية الوزير هي الأخرى ملحة، الا اني لا أعرف التناقض بين عالم غامض في تخطيطه حاليا وبين عزلة تجمعنا عن المستقبل، قدر الوصول الى نموذج « راق » في الإنتاج والعمل والتخطيط لوزارة ما بعد النفط ولوزارة معنية بالاقتصاد لما بعد النفط، فهي أهم من منال ومن نطاقات الوزير.