قال الضَمِير المُتَكَلّم : عندما تُنَاقش قضايا تخص المرأة السعودية عبر وسائل الإعلام المختلفة ولاسيما الخارجية ؛ فلا تبرز للواجهة ولا تحضر على طاولة الحوار إلا مشكلة المشاكل وأم المعارك (( قيادة المرأة السعودية للسيارة )) ، تقوم الحَمَلات ، وتُفتح صفحات ( الفيس بوك ، والتويتر ، وتسجيلات اليوتيوب ، وأيضاً عناوينها : المطالبة ب ( قيادة المرأة السعودية للسيارة )) ؛ فذلك حقها المشروع الذي تدعو له الحاجة ، ولا يخالف الأنظمة ؛ تقابلها حملات وصفحات مُضَادة لهذه التَوجهات والتحركات ترى أنها مجرد دعوات مبطنة للسّفور والفجور، وأن وراء الأكمة ما وراءها ؛ ولذلك رفعت في وجها ( العقَال ) !! ومن كل تلك المشاهد الحاضر أن التركيز الإعلامي والجَدَلي فيما يتعلق بالمرأة عندنا إنما يكون في الأمور الهامشية والفرعية ؛ أما القضايا الكبيرة للمرأة وصور معاناتها الحقيقية في مجتمعها فغائبة عن الظهور !! فالمرأة تعاني من ( انتشار داء العنوسة ، وتفشي مرض الطلاق ؛ فقد أشارت دراسة حديثة أعدتها وزارة التخطيط السعودية إلى أن نسبة الطلاق في السعودية قد ارتفعت خلال الأعوام السابقة بنسبة (20% ) ، وقد سجلت المحاكم أكثر من ( 70 ألف عقد زواج ) ، في مقابل حوالي (13 ألف صك طلاق ) خلال العام الماضي ، حيث يتم طلاق ( 33 امرأة سعودية يومياً ) في المملكة لتبلغ حالات الطلاق في العام الماضي فقط ( 12192 حالة ) ! وفي جانب ( العنوسة ) أكدت الدراسة أن عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن، وقد بلغن سن الزواج أكثر من ( 1.529.418 فتاة ) وأنه سيبلغ خلال الخمس سنوات القادمة ما يقارب من ( 4 ملايين عانس )!! المرأة السعودية تعاني من قسوة بعض الأزواج ، ومن عَضْل بعض الآباء ، ومن التفريق بينها وبين زوجها وأولادها بحجة عدم تكافؤ النسَب ، والكثير من النساء الأرامل والمطلقات يَحاصرهن الفقر والجوع بسبب عدم وجود موارد ثابتة للدخل !! فأين ساحات النقاش من تلك القضايا المهمة التي تلامس كرامة المرأة ولقمة عيشها ومستقبلها ؟ لماذا توضع كل تلك المسائل على الرّف ؟! ولماذا ( قيادة المرأة للسيارة ) هي التي يُضْرَب لها على الدّف ؟! يا جماعة ( المرأة ) في الماضي كانت تقود الفرس والحمار والبعير ؛ وبما أن قرار قيادتها للمركبة اليوم في يد المجتمع ؛ اعملوا اقتراعا أو تصويتا مجتمعيا ؛ ونفذوا قرار الأغلبية ، وريحونا من هذه القضية ! لكن أعتقد الحقيقة الغائبة هنا أن ( قيادة المرأة للسيارة ) صراع بين تيارين كل يريد فرْد وفرض عضلاته ؛ والضحية المرأة وموت قضاياها الفِعْلية !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .