حين تتلاعب بمؤشر "الراديو" في سيارتك يتبادر إلى ذهنك سؤالٌ يقول: هل اختطف الصحفيون من "الورق" إلى "الأثير"؟ وإلى أين بعد ذلك؟ نعم.. بعد أن أدركه "الهلاك" عادت إليه الحياة وسط صخبٍ من الموسيقى والغناء ورسائل ال "sms" التي درت وستدر عليه المال الوفير..! عاد "الراديو" فأصاب "الكاسيت" و"السيدي" في مقتل، فلم يعد أحدٌ بحاجة إلى "مسجل" يُروح عنه هم زحام الطرقات التي ابتليت بها شوارعنا أو ينسيه كآبة المناظر التي تغص بها طرقاتنا، بعد أن قامت بذلك المحطات الإذاعية التجارية. عاد "الراديو" إلى الحياة مستعيناً بأقلام صحفية جريئة وأسماءٍ إعلامية معروفة، لإثراء الأثير بعد أن ملأت أحبارهم الصفحات من أجل المواطن، فكانوا عامل جذبٍ للمتلقي بأسمائهم وأصواتهم استكمالاً لمسيرة أحبارهم.. فكان الإعلامي القدير "داود الشريان" على "mbc- fm"، وكاتب البروتاليا "صالح الشيحي" على "ألف ألف fm"، والساخر اللاذع محمد السحيمي على "max- fm". وجميلة عودة الروح في عصر التقنية التي غيرت المعالم وأخرجت الإذاعة بشكل عصري، وأجمل ما في ذلك الاهتمام الجاد بتقديم المفيد، وملامسة حاجات الناس في أوقات الذروة، التي تتمثل في برامج "الثانية مع داود" و "السعودية اليوم" و "أكثر من كلام" وسط تنافس على كسب المستمع ببساطة تحاكي واقعه المؤلم وتناقش قضاياه بمعية المسؤول والمواطن. كل ذلك سيكون عوناً لما قدمته إذاعة الرياض في برنامجها الصباحي الذي "كان" يلقى إقبالاً كبيراً لما يقدمه من عرض ومناقشة لحاجات الناس في أي منطقة أو محافظة كانوا.. فتواصلوا وتفاعلوا معه، إلا أن البرنامج والإذاعة يحتاجان إلى مراجعة حساباتهما لمسايرة الواقع بعد دخول المنافسين..!