هذا العنوان أتى وصفاً دقيقاً لأسامة بن لادن قبل سنوات طويلة؛ عندما رصد أحداث تاريخ حياته منذ مراهقته وحتى نزوحه الأخير نحو أفغانستان الكاتب المعروف «لورانس رايت» في مؤلفه الشهير «البروج المشيّدة».. قتل وهو دون مستوى صفة أمير حتى ولو للظلام، أو بطل أو مفكر.. هو الأبعد.. عن هذه الصفات الثلاث، لكن هو في تركيبه الذهني والعقلي ونوعية مفاهيمه كان هو الأقرب ليكون قيادياً وسط عقول متخلفة.. في البروج المشيّدة هناك رصد دقيق ومتابعة واعية لكيف كان يعيش في شبابه.. كيف اختلف في بعض نزواته عن أقاربه.. وكيف تصور أن المال مع سلوكيات خاصة من الممكن أن تخلقا فيه زعامة مستقلة ومرغوبة.. من الطرائف أنه في شبابه عندما كان يذهب مع رفاقه في رحلات قصيرة خارج مدينة جدة وتمتد ليوم وليلة فقط أنه كان عندما يحين وقت النوم يؤكد لمن حوله أن الاختفاء تحت الرمل في امتداد محفور ويبقى الرأس بارزاً يمثل مسلكية دفء واعية.. وترك المملكة ثم عاد إليها عدة مرات قبل أن يعلن موقفه العدائي ضد مجتمعه، وقبل أن يجد فيه الظواهري والشيخ الدكتور عبدالله عزام الذي عكست شخصيته صورة تطابق مبكرة وغريبة لآخرين حملوا شهادة الدكتوراه وحملوا أيضاً مفاهيم انغلاق عجيبة للغاية.. في الحقيقة لم يكن لدى ابن لادن تأهيل ديني، أو ثقافة، يجعله يتصدر أسماء مَنْ قامت على أيديهم نشاطات نظام القاعدة، لكنه كان رجلاً متمكن القدرات المالية، ومَنْ هم هناك كالظواهري وعبدالله عزام يحتاجون إلى تميّزه المالي، ولذا لم يدخلوا لا في خلاف ولا في منافسة معه رغم أنهم أفضل ثقافة منه.. ومطاردات المال جعلته يأخذ وضعاً خاصاً في السودان حينما استقبلت أمواله بالاهتمام أكثر مما حدث ذلك لشخصه حتى إذا استوعب ذلك غادر السودان ساخطاً.. غداً نتابع ما هو أهم منه..