د.سليمان بن عبد الله السكران - الاقتصادية السعودية بعد أن أسدل الستار على مسابقة كأس ولي العهد التي سعدت كثيرا لإقامتها في ""مكة المكرّمة"" لما لمثل ذلك من معان كثيرة، من أهمها تغيير المفهوم في احتكار إقامة المباريات النهائية على ملاعب محدودة.. إضافة إلى إذكاء الأخلاق الرياضية الإيجابية المستمدة من التشجيع الرياضي وروحه والخروج من نمطية التعصب والوقوف على حدود، كون هذه المناسبات الرياضية منافسة وقتية ينتهي التنافس بين الفرقاء بانتهاء المناسبة تلك. كما لا ينسى أيضا الآثار الاقتصادية الإيجابية لاقتصاد المنطقة والاستفادة المثلى من البنية الأساسية المنشئة للرياضة. وعلى أي حال، الإيجابيات عديدة لمثل هذه القرارات في اقتصاديات الرياضة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. إن الرياضة عالميا أصبحت الآن واحدة من محاور الاقتصاد، ولذا فالمؤمل أن تكون ذات محور فاعل في دورها الاقتصادي وليس الاقتصار على أن تكون مضمارا للترفيه، بل إنها صناعة قائمة بذاتها. ومثلما أسلف ذكره في كون الآثار الاقتصادية للرياضة ربما هي غير مباشرة، خصوصا في الدول ذات الاقتصادات الناشئة التي عادة تكون الرياضة فيها تحت مظلة القطاع الحكومي ولم تخصص أغلب أنشطتها. ففي الصعيد المحلي هنا بلا شك أن قطاع الرياضة يعتبر واحدا من القطاعات الحكومية التي أنفقت وتنفق عليه الدولة بشكل كبير. وقد مر بمراحل متعددة من التطوير والنمو سواء في حجم أو في كفاءة أدائه وتحسنه على الخريطة المحلية الاقتصادية. ففي هذا الإطار في تقديري أن من أهمها حث الأندية على إيجاد وتعزيز الموارد المالية ذاتيا، وقد تحقق جزئيا بعض من ذلك، وامتد هذا التوجه في تنويع مصادر الدخل ليطول أيضا الاتحادات التي تنظم المنافسات المحلية أو المسؤولة عن المنتخبات الوطنية للألعاب المختلفة. ومما لا شك فيه أن نتائج هذه التجربة في التخصيص تتباين بسبب متغيرات ومعطيات معينة بحسب ذلك القرار وانعكاسه المالي.. إلا أن الملاحظ على عملية التخصيص تلك أنها يكتنفها بطء في التطبيق ما يعني تفويت الفرصة على هذا القطاع الحيوي نحو نموه بشكل يتسق وإمكانات حجم الاقتصاد السعودي والرياضة والمجتمع بشكل عام. ومما لفت نظري حديثا، وإن كان الأمر يسيرا في حد ذاته إلا أن معناه أبعد من ذلك، ففي تصميم الكأس لمنافسة كأس ولي العهد نجد أن المصمم إيطالي، في حين أن المنافسة محلية ومن الأولى أن يكون مصمم الكأس سعوديا، خصوصا أن في محيط الأعمال السعودية مَن هو قادر على عمل مثل هذه الأشياء. ولو كان الأمر كذلك فلربما هي رسالة إلى الشباب السعودي نحو الإيمان بإمكاناته وقدرته على مجاراة المنافسة الدولية، خصوصا أن من سمات المجتمع السعودي كون غالبيته من فئة الشباب. وهكذا ينسحب على كثير من القرارات التي تبدو بسيطة غير أن في معانيها ما هو أكبر. لذا كلي أمل أن ينظر إلى التخصيص من واقع علمي اقتصادي في إطار استراتيجية واضحة المعالم، وليس باجتهادات فردية إذا كنا ننشد رفع الأداء والكفاءة لتكون النتائج مثلما هو مؤمل من قطاع كبير مثل قطاع الرياضة. أستاذ العلوم المالية المشارك - جامعة الملك فهد للبترول والمعادن