سواء استقال أو هرب أو خرج من نظام القذافي السيد موسى كوسا أو علي محشي أو سيد كوارع فنحن أمام منظر سياسي عربي عجيب لم يكن بالمطلق في ذاكرة القادة العرب. عمرو موسى سبق موسى كوسا في إصدار قرار عربي على لسانه وبمحض إرادته وقبل هذا أعني قبل زمن (الهزة) الكبرى كان العرب منشغلين بأكبر طبق تبولة وأكبر بطيخة والكبسة العربية. وجميعها في سباق نحو موسوعة جينيس للارقام القياسية وكادت تنشب حرب إعلامية بين اسرائيل ولبنان بسبب اصل ومصدر التبولة الذي قاتل دونه المناضل العربي الشيف رمزي. البائع يحاول إعطاء بضاعته أجمل المواصفات والمشتري يحاول إطلاق كل العيوب عليها. وهناك فاعل خير يقف على بعد متساو بين البائع والمشتري بحثا عن ريالات بسيطة نظير توفيقه بين البائع والمشتري.يا سلام.. هكذا قال القذافي وهو يحتج على القصف الدولي وموقف قطر وموقف شلقم وقذاف الدم والحالة الليبية والعربية.. طبعا.. تفاجأ القذافي وقبله بن علي ومبارك بان لديهم شعوبا. يا سلام!! أشعرتني كلمته بهذه الطريقة وكأنني أحاور بائع قطع غيار في سوق التشليح عندما اختلفت مع البائع ببخسي لقطعته التي أحتاجها. المنظر يبدو هكذا.. لا فرق بين جامعة الدول العربية اليوم وحراج بن قاسم في الرياض. البائع يحاول إعطاء بضاعته أجمل المواصفات والمشتري يحاول إطلاق كل العيوب عليها. وهناك فاعل خير يقف على بعد متساو بين البائع والمشتري بحثا عن ريالات بسيطة نظير توفيقه بين البائع والمشتري. زنقة زنقة، دار دار، شبر شبر.. والآخر يقول سأبحث عنك حتى ميتا: قبر قبر، حفرة حفرة، وهذا نتاج أو حصاد طبيعي للعلاقة المغشوشة بين القادة والشعوب.. ولكن من يتعظ؟! أعود بكم.. إلى الكوسة والباذنجان والطماطم والبطاطس وغيرها ممن ربما سيكون أصحابها يوما من الأيام قادة لشعوب تبحث عن القمح والحب والحقيقة وليس المحشي. ورزقي على الله.