د. عبدالرحمن سعد العرابي - المدينة السعودية * في دراسة عن الإخوان المسلمين في دولة الإمارات الشقيقة، قام بها الباحث السعودي في مركز المسبار للدراسات والبحوث في دبي الأستاذ منصور النقيدان، ونشرت مقتطفات منها شبكة مصدر الإخبارية الإليكترونية، أوضحت الدراسة تفاصيل عديدة، وبالوثائق أساليب جماعة الإخوان المسلمين في التغلغل في مفاصل الدولة والحياة المجتمعية في دولة الإمارات، وهو ما أوقعها في مشكلات مع الحكومة هناك. * بيّن الأستاذ النقيدان، وهو في اعتقادي المعرفي واحد من أكثر الباحثين تخصصًا وجديةً في شأن الجماعات الإسلامية الحركية، «أن جمعية الإصلاح، أي الإخوان المسلمين، قامت عبر مناشطها وذراعها الإعلامي، مجلة الإصلاح، بحملة تشويه النظام التعليمي الحكومي، شفعتها بحرب أخرى ضد وزارة التعليم العالي بسبب نظام التعليم الأساسي، وقد اعتمد الإخوان أساليب خطابية عاطفية». * ثم في فصل من أهم وأكثر فصول الدراسة إثارة بحسب شبكة مصدر هو «البيعة والإرهاب» يذكر الأستاذ النقيدان: «أن بيعة الجماعة التي تأخذها على منسوبيها بقيت لغزًا مثيرًا لريبة الحكومة، ففي عام 2001م، وجهت أجهزة الأمن الإماراتية اتهامها للجماعة بتشكيل تنظيم سري عسكري. وقد أبدت الحكومة مخاوفها من إجراءات البيعة، واعتبرت مَن يؤديها لأمير الجماعة أو مرشدها متّهمًا بازدواجية الولاء، ومطعونًا في انتمائه الوطني». * مع كل احترامي لمن يخالفني الرأي في شأن جماعة الإخوان المسلمين، في كل تشكيلاتهم ووجودهم فوق الأرض العربية، ولكل مناصريهم، بما فيهم في هذا الوطن العزيز، أرض الحرمين الشريفين، ومنبع الرسالة المحمدية الخالدة، ولكل مَن يزعم أنني أرسخ الإسلاموفوبيا دون حتى معرفة بما يعنيه المصطلح، اتفق كلية مع أن البيعة لمرشد، أو أمير جماعة أيًّا كان لونها وشكلها خروج عن الولاية العامة في البلدان الإسلامية خاصة تلك التي تطبق شرع الله كما هو الحال هنا في المملكة. * فالولاء لا يكون مزدوجًا على الإطلاق بل هو ولاء لتربة واحدة، ووطن واحد، وهدف واحد، وهو وحدة الوطن واستقراره، وسيادة الأمن فيه؛ لأن في غير ذلك إضرارًا بالمصلحة العامة، وتحقيقًا لمآرب وأهداف حركية ومصلحية حزبية، وربما أهداف خارجية. * وللتاريخ وللحق فإن ما تسعى إليه حركة الإخوان المسلمين ليس سوى السعي إلى تطبيق الحاكمية الإلهية، والهيمنة المجتمعية بحجة ودعاوى ومزاعم كفر الحكومات، وجاهلية المجتمعات. وهكذا توجه إضافة إلى كونه سعيًا إلى الإفساد والدكتاتورية باسم أسمى الأديان، وأكثرها رقيًّا وإنسانيةً ليس سوى انتهازية مقيتة حتى وإن لم يعجب ذلك أنصار ومؤيدي الإخوان وحركييهم. * وما ذكره الباحث المتخصص الأستاذ منصور النقيدان بالأرقام والاستشهادات الموثقة عن الإخوان المسلمين في دولة الإمارات، ينطبق عليهم في كل الأركان والزوايا الموجودين فيها، وهو ما يجعلهم يشكلون خطرًا يجب الحذر منه، والانتباه له من الجميع، وليس من الحكومات فقط حتى لا يحققوا مآربهم الخاصة وأهدافهم التخريبية.