عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع - عكاظ السعودية يحق لنا أن نفخر بأننا سعوديون، ويحق لنا أن نفخر بأن مليكنا هو عبدالله. حقيقتان رفعتا رأسنا عاليا أمام الأشهاد وردت كيد الحاقدين في نحورهم. راهن، وزايد الكثيرون على وفاء الشعب وإخلاصه، وكانوا يتوقعون أن هذا الشعب يتحين الفرص ليعلن خروجه وعدم رضاه عن الوضع الذي يعيشه، ولكن بحمد الله انقلب السحر على الساحر، ووقف أبناء الوطن في العاصمة وسواها من المدن والمحافظات كالجبل الأشم في وجه كل مغرض وحاقد. نحن شعب أصيل لا يقطع اليد التي تمتد إليه بالخير والأمان. لاينقصنا شيء، قيادة حكيمة، ازدهار ونماء، ومستقبل واعد بكل خير. يكفي كل سعودي فخرا أن الأب القائد عبدالله أول ما دار في خلده عندما أفاق من التخدير بعد العملية التي أجريت له في نيويورك أنه سأل عن شعبه ووطنه. منتهى الشعور بالمسؤولية، ومنتهى الرعاية والحرص على رفاهية المواطن. هل بعد كل هذا التلاحم والتآزر يمكن أن تهتز الثقة والألفة والمودة. اتجهت الأنظار، واحتبست الأنفاس، وترقب الحاقدون جمعة سوداء، ولكن سرعان ما انقشعت الغمامة عن شعب وفي نبذ دعوات التخريب والدمار وسلك طريق الرشد والهداية، بل كان على استعداد للتصدي لكل من يحاول المساس بالأمن والاستقرار. مراسلو وكالات الأنباء ومحطات التلفزيون الأجنبية كانوا يعشمون أنفسهم ببؤرة جديدة للأحداث فخاب ظنهم. وكانت هناك محطات تلفزيونية مغرضة بدأت منذ أيام في بث صور متهالكة ومفتعلة حاولت تطويعها لتحقيق أهدافها وإفهام الآخرين بأن أدخنة البركان بدأت في التصاعد تمهيدا للانفجار. ثقة القيادة كانت كبيرة بشعبها وراهنت على ذلك كثيرا هذه الثقة لم تأت من فراغ كانت حصيلة سنوات طوال من التآلف والتوافق في كل الهموم والشجون. مراسلو الصحف ووكالات الأنباء العالمية في المملكة رتبت لهم زيارات للمواقع التي كان يعتقد أنها ستشهد التجمهر ورأوا بعينهم كذب ما أشيع وأن بلادنا ولله الحمد تعيش في هدوء وسكون. سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز قدم ترجمة صادقة وعكس بكل شفافية شعور المواطن السعودي تجاه قيادته ووطنه حين قال: (لقد أراد بعض الأشرار أن يجعلوا من المملكة بالأمس مكانا للفوضى والمسيرات الخالية من الأهداف السامية ولكنهم أثبتوا أنهم لا يعرفون شعب المملكة العربية السعودية، إنه شعب واعٍ، شعب كريم، شعب وفي، لا تنطلي عليه الافتراءات، إنه يعرف نفسه، لقد أثبت شعبنا للعالم كله أنه في قمة التلاحم مع قيادته أمة واحدة متمسكون بدستورهم كتاب الله وسنة نبيه، الشكر مهما كان فهو قليل لهذا الإنسان السعودي الكريم. إنني على ثقة كاملة أن هذا كان له وقع كبير والأثر الفاعل في قلب وعقل سيدي خادم الحرمين الشريفين ومثلما نقول اليوم شكرا وهنيئا لمليكنا بشعبه، سنقول غدا شكرا لسيدي خادم الحرمين الشريفين وهنيئا للشعب بمليكه). بهذه الكلمات لا أعتقد أننا بحاجة إلى أي إيضاح آخر يسطر مدى التلاحم بين القيادة والشعب ويقدم نموذجا مثاليا لما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة.