انباؤكم - د. سعد بن عبدالقادر القويعي مجال للإسهاب في كشف ادعاءات - نائب الرئيس الأمريكي - «جو بايدن» - قبل أيام -، حين صرح بأنه: يشعر بأسف شديد؛ لاجتياح العراق، عام 2003 م، بقرار من إدارة الرئيس الأمريكي - السابق الجمهوري «جورج بوش». فخطورة المرحلة التي تنتظرها المنطقة، تستوجب وضع النقاط على الحروف. هذه الحقائق تؤكد، على أن: «بوش» ومن معه، هم الذراع الإرهابي لأمريكا، حين تبنوا نظرية «صموئيل هنتنغون»، ولأطروحات «فوكوياما»، حول صدام الحضارات. حتى لو استلزم الأمر، أن تبدد الولاياتالمتحدةالأمريكية إمكاناتها العسكرية في العراق، أو تغامر بنفوذها الدبلوماسي، وتهدر الأموال من خزائنها. وانطلاقا من هذه النظريات العدائية، كان لا بد من شن حرب وقائية استباقية، تبدأ من العراق؛ لاعتقادهم أن الأمر لن يطول بعد احتلاله، وإسقاط نظام صدام حسين، - وذلك - بأقل قدر ممكن من الخسائر، - وبالتالي - تأمين المصالح الأمريكية في المنطقة. وهذا ما يجعلنا نفهم الإستراتيجية الصهيونية الأمريكية في العقد الأخير، ووضعها في إطار صراع الأيدلوجيات المهيمنة في العالم. لم يكن النظام العراقي السابق إلا شماعة، استطاعت - من خلاله - الإدارة الأمريكية، تنفيذ سيناريو معد سلفا؛ لاستهداف العراق، وتدميره، فكان هذا هو الهدف الحقيقي لهذه الحرب. وكان سقوط بغداد، أكبر هدية قدمتها الإدارة الأمريكية في مواجهة التهديد، الذي يمثله المشروع الصهيوني في بلاد العرب والمسلمين، وضمان سيطرته، وقيادته للمنطقة. كما لم يكن قرار مجلس الأمن - آنذاك - «1441»، حين خير العراق بين استباحة أرضه، وانتهاك استقلاله سلما، أو حربا، سوى تخيير الشعب العراقي؛ إما أن ينتحروا بأيديهم، أو بأيدي أعدائهم، بعد أن هيأت مناخها بكل السبل والوسائل. الجبروت الأمريكي، ازداد بعد تفردها على دول العالم؛ لتقودها بمنطق القوة والجبروت، - إضافة - إلى تسويق صورتهم في العالم - العربي والإسلامي - لا بوصفهم قوة احتلال، وإنما بوصفهم قوة تحرير. - وبالتالي - فإن تسديد ضربة قوية للعراق، سيسقط بالتبعية كل الدول العربية، الأقل قوة بالتداعي. وسيمهد؛ لإقامة دولة «إسرائيل الكبرى» وفق التعاليم التوراتية، التي تتحدث عن معركة كبيرة تدمر «بابل»، ويسقط الأصوليون «البروتستانت»، واليهود مملكة «بابل» عن بكرة أبيها، جزاء ما فعلته باليهود، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فإن المسيح - عليه السلام -، لن ينزل إلا بعد قيام دولة إسرائيل على دولة العراق الحالية. أي: أن تقسيم الدول العربية وسيلة أمريكية؛ لتحقيق الغاية الإسرائيلية الكبرى، التي هي: سقف آمال الصهاينة، وهدفهم الذي يصبون إليه. ما أود قوله: إن فهم حقائق التاريخ في المنطقة، سيوقفنا طويلا أمام حقيقية، مفادها: إن أمريكا أضاعت رصيدها من الشرعية الدولية. وكان انهيار مثلها، أبرز مفردات الانهيار السياسي الأمريكي. فأمريكا جاءت إلى المنطقة؛ لتبقى، وتمحي العراق من الخارطة. فلا الديمقراطية قامت، ولا هو استمر محكوما بنظام ديكتاتوري مستقر. وهذا هو الندم الذي أعرب عنه «جو بايدن»، متحدثاً بأسف عن الضحايا الأمريكيين في النزاع العراقي. فقال: «سؤال يطرحه البعض من بينكم، ولا تظنوا أنني لا أطرحه على نفسي - أيضاً -، هل كان الأمر يستحق «4439» قتيلاً في صفوف الجنود الأمريكيين ؟. وهل كان يستحق جرح «32» ألف شخص من بينهم «16» ألفاً، سيحتاجون للرعاية الدائمة ؟. وحده التاريخ يحمل الجواب. لكن فيما لو قدر لنا العودة إلى الوراء، لربما ما كنا لنفعل ذلك». فكانت تلك هي المحصلة النهائية للإستراتيجية الأمريكية، بقيادة طاقم الشر في الإدارة الأمريكية، فانعكست سياستها سلبا بالنسبة إلى النظام الدولي وسلامته، وفق انقلاب شامل. - ولذا - فإن من السذاجة أن نقول: إن أمريكا جاءت إلى العراق؛ من أجل تلك الشعارات.