حسن آل عامر - الوطن السعودية في الوقت الذي "يناضل" فيه الناقد الدكتور عبدالله الغذامي في التأكيد على أن معركته مع " الليبراليين" ليست ضد أشخاص أو نصرة لتيار على حساب آخر، بل هي بحث علمي في مصطلح" الليبرالية" ومدى توافقه مع ما يطرح محليا على أنه تيار ليبرالي. أتمنى أن نجد من يبحث علميا في مدى توافق أوصاف و مسميات أخرى ك"المثقف والمفكر"، مع واقع بعض من تطلق عليهم هذه الصفة على المستوى العربي وربما الدولي، حيث نجد الكثير ممن يستضافون في ندوات ومؤتمرات عربية عديدة وخصوصا داخل المملكة، تتصدر أسماؤهم ألقابا على شاكلة "المفكر الكبير" أو" المثقف الشهير". فالوصف المجاني وهلامية الألقاب سمحت لبعض منظمي المؤتمرات ومن خلفهم وسائل إعلام لا تقيم للمهنية وزنا بتفصيل الألقاب وسكها بكل بساطة على من يريدون تلميعه ربما ليس إعجابا به، بل تلميعا للذات من خلال تلميع الضيف، وذلك على من مبدأ "استضفنا المفكر الكبير..!!". أما الشكل الأحدث في موضات "المثقف والمفكر" فهو الاعتماد على حشو البرامج والفعاليات بأسماء غربية وشرقية، يسبقها بالطبع الوصف السابق، مع أن معظم تلك الأسماء مغمورة في أوطانها وليست ذات حضور حقيقي. بل إنني أعرف أحدهم شارك في مؤتمر محلي، تحت اسم رنان وأخذ هالة إعلامية كبيرة، وهو في حقيقته مجرد شخص يتنقل بين دول العالم الثالث، يروج لنفسه على أنه خبير في كل شيء "التنمية الفكر الإنساني البيئة... إلخ". وعندما سألت أحد القائمين على الفعالية عن الموقع العلمي لهذا "الخبير" وفي أي جامعة يعمل، تفاجأت بإجابة مقتضبة مفادها" هذا شخص يبيع الكلام فقط وهي مهنته". مع العلم أن بياع الكلام هذا سكن في فندق خمسة نجوم وحصل على أعلى مكافأة بحث، وهو لم يقدم بحثا ولا حتى ربع ورقة، وكل ما فعله هو تقديم عرض مرئي على شاشة عملاقة،علق عليه على طريقة معلقي مباريات كرة القدم لدينا. أما إن كان المشارك الغربي أو الشرقي صاحب حضور في مجاله ولو بنسبة ما، فإن أغلب الظن أن حضوره كان بداع مالي أكثر منه علميا، بسبب أن مؤتمراتنا وندواتنا العلمية لم تصل إلى مرحلة إقناع في جانب الفائدة التي يبحث عنها العلماء والمفكرون الحقيقيون، لأنها ما زالت تعتمد على القشور وكلمات الشكر والعرفان التي تأخذ نصف صفحات أي توصيات تصدرها الندوة أو المؤتمر..!.